هن شقائق الرجال ، وأمهات الأجيال ، 
هن الجنس اللطيف، والنوع الظريف ،
يلدن العظماء ، وينجبن العلماء ، 
ويربين الحلماء ، وينتجن الحكماء ، 
المرأة عطف ، ولطف وظرف ، 
سبابها سراب ، وغضبها عتاب ، 
 
 
 
من وخطه المشيب، فليس له من ودهنّ نصيب ،
لو جعلت لها الكنوز مهرا، 
وقمت على رأسها بالخدمة شهرا ، 
ثم رأت منك ذنبا قليلا ، قالت ما رأيت منك جميلا ، 
القنطار من غيرها دينار ، والدينار منها قنطار ، 
هي في الدنيا المتاع ، والحسن والإبداع ، 
وهي للرجل لباس ، وفي الحياة إيناس .
وهي الأم الحنون ، صاحبة الشجون ،
خير من رثى وبكى ، وأفجع من تألم وشكى،
لبنها أصدق طعام ، وحصنها أكرم مقام ، 
ثديها مورد الحنان ، وحشاها مهبط الإنسان ، 
في عينها أسرار ، وفي جفنها أخبار ، 
في رضاعها معاني الجود ، وفي ضمها الود المحمود ،
قُبَلاتها لطفلها صلوات القلب ، وبرّ طفلها لها مرضاة الرب ،
شبعها أن لا يجوع وليدها ، وجوعها أن لا يشبع وحيدها ،
غياب المرأة من الحياة وأْد للسرور، 
واختفاؤها في مهرجان الدنيا قتل للحبور. 
 
هي بيت الحسب والنسب ، وجامعة المثل والأدب ، 
ذهبٌ بلا امرأة لهب ، وجوهر بلا امرأة خشب ، 
تقرأ في نظراتها لغة القلوب ، 
وتعلم الحب من هجرها المحبوب ، 
وبالمرأة عرف الهجر والوصال ، 
والاتصال والانفصال ، 
والغرام والهيام ، والبراءة والاتهام ، 
تقتل بالنظرات ، وتخطب بالعبرات ، 
كلامها السحر الحلال ، ولفظها العسل السيَّال ،
بسمتها ألذ من العنب والتوت ، 
وهي أسحر من هاروت وماروت ، 
وقال نسوة في المدينة ، كل مهجة فهي لنا مَدينة ،
وأفضل النسوان ، الحصان الرزان ، 
ألفاظها أوزان ، وعقلها ميزان ، 
إذا تحجّبت فشمس في غمام ، وظبي في خزام ، 
هي رواية تترجمها الأرواح ، وهي مِسْك تذروه الرياح ،
في شفتيها ألف قِصَّة ، وفي أعماقها سبعون غصَّة ،
ليلى جعلت نهار المجنون ليلاً ، وصيرت عَزَّةُ دموع كثيِّرٍ سيلاً .
 
 
من النساء خديجة رمز الأدب ،
لها قصر في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ،
ومن النساء عائشة بنت الصديق ،
صاحبة العلم والإتقان والتحقيق ، المطهرة الطاهرة ،
صاحبة السجايا الباهرة ، والمحامد الظاهرة ، 
ومن النساء فاطمة البتول ، 
بنت الرسول ، أم السِبْطين ، الحسن والحسين ،
سيدة نساء العالمين ، المقبولة عند رب العالمين . 
 
 
ولـو أن النسـاء كمـن عرفنـا ... لفضِّـلت النساء على الرجالِ
فما التأنيـث لاسم الشمس عـيبٌ ... ولا التـذكير فخــرٌ للهـلالِ
 
 
المرأة صحيفة بيضاء ، يكتب فيها الرجل ما يشاء ،
من حب وعتاب ، وغضب وسباب ، 
وهي روضة خضراء ، وحديقة فيحاء ، 
فيها من كل زوج بهيج ، ومن كل شكل فريج ،
أمضى سيوفهن الحب ، يصرعن به ذا اللُّب ، 
الحازم معهن ضعيف ، والعاقل عندهن سخيف ، 
ترى الرجل يصارع الأسود ، ويقارع الجنود ، ثم تغلبه امرأة..! 
المرأة ولو أنها في الخصام غير مبين ، 
فدمعها أفصح شيء عند المحبين، 
سِرّ قوّتها أنها ضعيفة ، ولغز بأسها أنها لطيفة .
 
 
 
يريد الغرب من المرأة أن تتبرج ، وبالفتنة تتبهرج ، 
وعلى الثلج تتزلج ، ويريد الإسلام منها العفاف والستر ،
والتقوى والطهر، لتكون آية في الحسن والقبول والأسر ، 
يريد أهل الكفر منها أن تكون عالمة فيزياء ، وعارضة أزياء ، 
ولو فتنت رجالها ، وعقّت أطفالها ، وضيّعت أجيالها ،
ويريد الإسلام أن تكون أمينة حصينة ثمينة ، 
الأمل من عينيها يشرق ، والظمأ في دمعها يغرق ، 
والسِّحر من بهائها يُسرق ، بكاؤها صرخة احتجاج ، 
وصمتها علامة الرضا بالزواج ، كان آدم في الجنة بلا أنيس ولا جليس ،
فطالت وحشته، وصعبت عليه غربته ، 
فخلق الله له حواء ، فتم بينهما الصفاء والوفاء، وحسن اللقاء ، 
وجميل العِشْرة والاحتفاء ، فرجل بلا امرأة كتاب بلا عنوان ، 
ومُلْك بلا سلطان ، وامرأة بلا رجل صحراء لا نبت فيها ولا شجر ،
وروضة لا طلع بها ولا ثمر .
شكرًا يا آمنة بنت وهب لقد أهديت للإنسانية ،
وقدمت للبشرية ، ابناً تضاءلت في عظمته الشمس في ضحاها ، 
والقمر إذا تلاها ، ابنا قال للوثنية وهي تعرض تلك العروض،
وتفرض تلك الفروض ، 
والذي نفسي بيده لو وضعتم الشمس في يميني ، 
والقمر في يساري لن أترك ديني ، حتى يعم القرى والبراري ، 
ويكفي النساء ، ما أطل صباح وكرّ مساء ، 
أن محمدًا صلى الله عليه وسلم من امرأة وُلِد ، ومن أنثى وُجِد
قدَّمت المرأة للعالم الخلفاء الراشدين ، 
والأبطال المجاهدين، وعباقرة الدنيا والدين ،
المرأة إذا حسّنت آدابها ، وطهّرت جلبابها ،
ملأت القلب حنانا ، والبيت رضوانا ، والدنيا سكنًا وعرفانا .
 
 
 
 
في الحديث : (( تزوجوا الودود الولود )) ، 
والسر في ذلك لتكثر الحشود ، وتزداد الجنود ، 
وليكاثِر بنا رسولنا صلى الله عليه وسلم يوم الوفود .
يوم تخلع المرأة الحجاب ، وتضع الجلباب ، 
فقد عصت حكم الإسلام ، وخرجت على الاحتشام ، 
وقُل على العفاف السلام .
كيف يُسكن بيت بلا أبواب ، ويُحل قصر بلا حجاب ،
ويُشرب ماء ولغت فيه الكلاب، من حق الدرة أن تصان ،
ومن واجب الثمرة أن تحفظ في الأكنان ، 
وكذلك المرأة بيتها أحسن مكان ، 
ولكن المرأة إذا قلبت ظهر المجن ، وعرّضت نفسها للفتن ، 
فهي ظالمة في ثوب مظلوم ، عندهن من أصناف المكر علوم .
كيد الشيطان ضعيف وكيدهن عظيم ، 
وقوتهن واهية لكن خطرهن جسيم ،
هن صويحبات يوسف ذوات السكاكين ، 
وقاهرات الرجال المساكين ، 
حتى قال الرشيد في بعض النشيد :
مالـي تطاوعني البـريـة كلهـا ...وأطيعهن وهُـنَّ في عصيـاني
 
 
وأما علاَّم الكفر ، الذي أعان المرأة على المكر ، 
وصرفها عن الذكر والشكر ، 
فهو المسؤول عن عقوقها وتضييعها لحقوقها ، 
وإصرارها على معصيتها وفسوقها .
جعلوا المرأة سلعة للدعاية والإعلان ، 
وخطيبة في البرلمان ، تشارك في التجارة ، 
وتقاتل الجنود الجرارة ، جعلوها جندي شرطة ،
فوقعت من الإحراج في ورطة ، تمتطي الدبابة ، 
وتطارد الكتائب في الغابة ، يُستدَر بهنّ عطف الجبابرة ،
وتبرم بهنّ الخطط الماكرة ، ويكفيك في ضلالهم ، 
وسوء أعمالهم ، أن الهدهد وهو طائر ممتهن ،
أنكر على بلقيس حكم اليمن ، وامرأة خلقها الله لمهمة ، 
كيف يزج بها في أمور مدلهمّة .
ونحن الرجال أسندت إدارة الحياة إلينا ، 
وكتب القتل والقتال علينا ، 
وأما النساء في الإسلام فمقصورات في الخيام ،
محفوظات من اللئام ، مصونات عن الآثام .
وماذا فعل بالمرأة سقراط وبقراط وديمقراط ،
أهل الأوهام والأغلاط ، جعلوها شيطانة ، 
وسموها الفتانة ، وإنما هي في بعض الأوقات قهرمانه ، وريحانة .
أما الفُرْس ، البكم الخُرْس ، فجعلوها خادمة للمال والنفس ، 
بل قال بزر جمهور: المرأة ليست بإنسانة فلا تمول ولا تمهر ، 
وهذا غاية التهور .
أما أهل الوثنية ، ودعاة الجاهلية ،
فحرموها من الميراث، حتى جعلوها أرخص من الأثاث ،
ووأدوا البنات ، وقتلوا الأخوات ، 
وعقّوا الأمهات ، وليس لها عندهم قيمة ، 
فهي في منزلة البهيمة ، فهي عندهم حق مشاع ، للخدمة والمتاع .
 
 
أما الغرب 
فهي عندهم للمغريات ورقة رابحة ، 
أبرزوها في صور فاضحة ، أخرجوها بلا أدب ولا دين ،
وعرضوا صورتها في الميادين ، باعوها في سوق النخاسة ، 
ووظفوها للرجس والخساسة ، وأقحموها مغارات السياسة .
 
 
وما كَرَّم النساء ، 
مثل صاحب الشريعة السمحاء ، 
والملة الغراء ، فقد بيّن بقوله ،
(( خيركم خيركم لأهله )) ،
ويا معاشر الأمم هل عندكم ، حديث 
(( الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم)) .