المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَلَوْتُ بَني الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَاحِباً يَدُومُ عَلَى وُدٍّ بِغَيْرِ تَكَلُّفِ


safanh
11-30-2008, 09:55 PM
قصيدة للشاعر الكبير محمود سامي البارودي ...

فيها من

روعة منطــــق ..

وجمال أسلوب ..

أتمنى قراءتها للأخير .. وأعتذر من طولها .. لكنها المتعة ستجبرك إلى إنهائها ..

لذوي الذائــــقة الرفيعة .. أهديها ..



قَلِيلٌ بِآدابِ الْمَوَدَّة ِ مَنْ يَفِي =فَمَنْ لِي بِخِلِّ أَصْطَفِيهِ وَأَكْتَفِي؟

بَلَوْتُ بَني الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَاحِباً =يَدُومُ عَلَى وُدٍّ بِغَيْرِ تَكَلُّفِ

فَهَلْ مِنْ فتى ً يَسْرُو عَنِ الْقَلْبِ هَمَّهُ بِشِيمَة= ِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْمَجْدِ مُسْعِفِ؟

رَضِيتُ بِمَنْ لاَ تَشْتَهِي النَّفْسُ =قُرْبَهُ ومَنْ لمْ يَجِد مَندوحة ً يَتَكلَّفِ

ولو أنَّنى صادَفتُ خِلاًّ يَسرنِى =على عُدواءِ الدَارِ لَم أتَلهَّفِ

وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَة ٍ مُقيماً لَدى قومٍ علَى البُدِّ عُكَّفِ

زَعَانِفُ هُدَّاجُونَ فِي عرَصَاتِهمْ= كَخيطِ نَعامٍ بينَ جَرداءَ صَفصَفِ

حُفَاة ٌ عُرَاة ٌ غَيْرَ أَخْلاقِ صُدْرَة ٍ =تَطِيرُ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الْمُسَدَّفِ

يَمُجُّونَ مِن أفواهِهِم رَشحَ مُضغة =ٍ كَنَضْحِ دَمٍ يَنْهَلُّ مِنْ أَنْفِ مُرْعَفِ

إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ =عَزِيفاً كَجِنٍّ فِي الْمَفَاوِزِ هُتَّفِ

فها أنا مِنهُم بينَ شَملٍ مُبدَّدٍ =وَمِنْ حَسَرَاتِي بَيْنَ شَمْلٍ مُؤَلَّفِ

أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي، وَأَذْكُرُ جِيرَتِي =وأشتاقُ خُلاَّنِى ، وأصبو لِمألفِى

فلا أنا أسلو عنْ هَواى َ فأنتهِى =وَلاَ أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي

وإنِّى على ما كانَ مِن سَرَفِ النَوى= لَبَاقٍ عَلَى وُدِّي لِمَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي

سَجيَّة ُ نفسٍ لا تَميلُ معَ الهوى =وَذِمَّة ُ عَهْدٍ بَيْنَ سَيْفٍ وَمُصْحَفِ

وَمَا كُلُّ مَوْشِيِّ الْحَدِيثِ بِصَادِقٍ= وَلاَ كُلُّ مَنْسُوبٍ إِلَى الْوُدِّ بِالْوَفِي

تَشابَهتِ الأخلاقُ إلاَّ بَقية ً =بِهَا يُعْرَف الْمَاضِي مِنَ الْمُتَخَلِّف

وما شَرفُ الإنسانِ إلاَّ بِنَفسهِ =وإن كانَ ذا مالٍ تليدُ ومُطرفِ

ولَو كانَ نَيلُ الفَضلِ سَهلاً لَزاحَمتْ =رِجالُ الخنا أهلَ العُلا والتَّعطُّفِ

فَإِنْ أَخْلَفَتْ نَفْسٌ طَوِيَّة َ مَا وَأَتْ =فَلِي مِنْ «عَلِيٍّ» صَاحِبٌ غَيْرُ مُخْلِفِ

هُمامُ ، دعا باسمى ، فلبَّيتُ صَوتَهُ= بِيَا مَرْحَباهُ مِنْ فُؤَادِ مُكَلَّفِ

وَلَوْ صَاحَ بِي في غَارَة ٍ لَوَزَعْتُهَا =عَلى متنِ مَحبوكِ السَراة ِ بِمُرهَفِ

وَلَكِنَّنِي لَبَّيْتُ دَعْوَة َ نَظْمِهِ= بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ اللِّسَانِ مُحَرَّفِ

إذا حَرَكتهُ راحَتِى فَوقَ مُهرقٍ =بِذِكْرِ عُلاَهُ بذَّكُلَّ مُثَقَّفِ

هُو البَطلُ السبَّاقُ فى كلِّ غايَة ٍ= يَهَابُ رَدَاهَا الْمَرْءُ قَبْلَ التَّعَسُّفِ

إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ بَيَاناً لِقَائِلٍ وإن= سارَ لم يَترُك مَجالاً لِمُقتفِى

لَهُ قَلَمٌ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ حَدُّهُ= لَفَلَّ حَبيكَ السَردِ فى كلِّ مَوقفِ

وشُعلَة ُ فِكرٍ لو بِمثلِ ضِيائها =أنارَ سِراجَ الأُفقِ ما كانَ يَنطَفى

فَسِيحُ مَجَالِ الْفِكْرِ، ثَبْتٌ يَقِينُهُ =بَعيدُ مناطِ الهمِّ ، حرُّ التصرُّفِ

أديبٌ ، لَهُ فى جنّة ِ الشِعرِ دَوحَة ٌ =أَفَاءَتْ عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَلِ زُخْرُفِ

إِذَا نَوَّرَتْ أَفْنَانُهَا غِبَّ دِيمَة ٍ =مِنَ الفِكرِ جاءتْ بالبديعِ المفوَّفِ

تَرَنَّمَ فِيهَا مِنْ ثَنَائي بُلْبُلٌ بِلَحْنٍ =لَهُ فِي السَّمْعِ نَبْرَة ُ مِعْزَفِ

حَفيتُ لَهُ بالودِّ مِنِّى ، وكيفَ لا =أُسَابِقُهُ فِي وُدِّهِ وَهْوَ بي حَفِي؟

تألَّفَ نَفسِى بَعدَ ما زالَ أنسُها =وَنَوَّهَ بِاسْمِي بَعْدَ مَا كَاد يَخْتَفِي

وحَرَّكَ أَسْلاَكَ التَّرَاسُلِ بَيْنَنَا= بِسيَّالِ وُدٍّ لَفظهُ لم يُحرَّفِ

وفى الناسِ معطوفٌ على الوُدِّ قَلبهُ =وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ

تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ قَبْلَ لِقائِهِ =وَأَحْمَدْتُ مِنْهُ الْخُبْرَ بَعْدَ التَّعَرُّفِ

وَمَا حَركَاتُ النَّفْسِ إِلاَّ دِلاَلَة ٌ =عَلَى صِدْقِ مَا قَالُوا بهِ في التَّعَيُّفِ

فقد تَكذِبُ العَينُ الفَتى وهوَ غافِلٌ =ويَصدقُ ظَنُّ العاقلِ المتشَوِّفِ

وفيتُ بِوعدى فى الثناءِ وإن =يَكُن مَقَالِي بِهَاتِيكَ الْفَضَائِلِ لاَ يَفِي

وَكَيْفَ وَإِنْ أُوتِيتُ في النَّظْمِ قُدْرَة ً =أضُمُّ شتاتَ الكونِ فى بَعضِ أحرُفِ ؟


أنتقي أفضــــل بيت ...

دنيا الأمل
11-30-2008, 11:09 PM
ابدعتي النقل والاختيار

يسلمو يامبدعه

همسات
12-01-2008, 03:21 AM
ولو أنَّنى صادَفتُ خِلاًّ يَسرنِى =على عُدواءِ الدَارِ لَم أتَلهَّفِ

وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَة ٍ مُقيماً لَدى قومٍ علَى البُدِّ عُكَّفِ


فلا أنا أسلو عنْ هَواى َ فأنتهِى =وَلاَ أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي


وَمَا كُلُّ مَوْشِيِّ الْحَدِيثِ بِصَادِقٍ= وَلاَ كُلُّ مَنْسُوبٍ إِلَى الْوُدِّ بِالْوَفِي

وفى الناسِ معطوفٌ على الوُدِّ قَلبهُ =وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ

تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ قَبْلَ لِقائِهِ =وَأَحْمَدْتُ مِنْهُ الْخُبْرَ بَعْدَ التَّعَرُّفِ

وَمَا حَركَاتُ النَّفْسِ إِلاَّ دِلاَلَة ٌ =عَلَى صِدْقِ مَا قَالُوا بهِ في التَّعَيُّفِ


ٍٍٍٍٍٍ


كلمات راقيهـ ٍٍ و رائعهـ ٍٍٍ

يجتــٍٍــاحها تعبير صـٍادق ٍٍٍ

واسـٍٍـلوب مشيق ٍٍ



عميـٍٍـق شكري لذااائقتك الراقيهـ ِِِ

التي نقلت لنا قصيده من روائـٍٍٍ ـع قصائد ِِِ رائد الشعر العربـِِـي الحديث ِِِ

اجمــ ٍٍ ـل التحـ ِِ ـآآآيا لذاااتـ ِِــك غــ ٍٍ ـآآليتي سفانه ٍٍٍ

دفء المشاعر
12-01-2008, 05:12 PM
قَلِيلٌ بِآدابِ الْمَوَدَّة ِ مَنْ يَفِي =فَمَنْ لِي بِخِلِّ أَصْطَفِيهِ وَأَكْتَفِي؟


الله يعطيك العافيه

متميزه
12-01-2008, 05:40 PM
وما شَرفُ الإنسانِ إلاَّ بِنَفسهِ =وإن كانَ ذا مالٍ تليدُ ومُطرفِ

safanh
12-01-2008, 08:55 PM
لَهُ قَلَمٌ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ حَدُّهُ= لَفَلَّ حَبيكَ السَردِ فى كلِّ مَوقفِ

وشُعلَة ُ فِكرٍ لو بِمثلِ ضِيائها =أنارَ سِراجَ الأُفقِ ما كانَ يَنطَفى

فَسِيحُ مَجَالِ الْفِكْرِ، ثَبْتٌ يَقِينُهُ =بَعيدُ مناطِ الهمِّ ، حرُّ التصرُّفِ


أديبٌ ، لَهُ فى جنّة ِ الشِعرِ دَوحَة ٌ =أَفَاءَتْ عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَلِ زُخْرُفِ

تألَّفَ نَفسِى بَعدَ ما زالَ أنسُها =وَنَوَّهَ بِاسْمِي بَعْدَ مَا كَاد يَخْتَفِي

وحَرَّكَ أَسْلاَكَ التَّرَاسُلِ بَيْنَنَا= بِسيَّالِ وُدٍّ لَفظهُ لم يُحرَّفِ



همـــــسات
سعدت بك , وبردك السخي ,,

دنيا
طاب مرورك ,

دفء ..
سلمتِ ودمتــــي ,

متميزة ,
طاب مرورك ,

سمو
12-01-2008, 09:52 PM
حَفيتُ لَهُ بالودِّ مِنِّى ، وكيفَ لا =أُسَابِقُهُ فِي وُدِّهِ وَهْوَ بي حَفِي؟


لاتعليق .....

safanh
12-01-2008, 10:01 PM
وفى الناسِ معطوفٌ على الوُدِّ قَلبهُ =وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ

وفيتُ بِوعدى فى الثناءِ وإن =يَكُن مَقَالِي بِهَاتِيكَ الْفَضَائِلِ لاَ يَفِي


سمــو

الشـــــــكر لطيب مرورك وصمتك !