رايت أنني من أجبن الناس عند الوادع ،
ومن أضعفهم عند ساعة الفراق ، ومن أكثرهم شجاً وعاطفة فكنت كلما صاحبت قوما ، أزداد هماً على همي ، وخوفا من المستقبل المقبل على خوفي ..
وليس ذلك لشي الا مخافة الفراق ..
فان ذلك مما يصدع قلبي .. ويعلم الله .
وقد أثر عن أحد الأصاحب رضي الله عنهم انه سئل:
مالك تستقل من الاصحاب ؟ !
فقال : خشية الفراق ....
وصدق وربي .. فما احرها من ضحكات تضحكها الدموع على مسارح الخدود ...
وأذكر ايام الحمى ثم أنثني *** على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع *** عليك ولكن خل عينك تدومعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها *** عن الجهل بعد الحلم أسبلنا معا
وهذه الدموع لا تدري أهي من حرارة الفراق ، أم من بعد المزار وشطوط الدار
كالشمع يبكي وما يدري أعبرته * من حرقة النار أومن فرقة العسل..
ورأيت من لطائف القطع الاخاذة ما كتبه ابو حيان في رسالة لصاحب عزيز ، هي ايضا على لسان حالي ناطقة ، وبما في ضميري خافقة
ولهذه الوريقات خاتمة ... نسال الله حسن الخاتمة ..
لم أوخر عمن احب كتابي لقلٍ فيه او لترك هواه ..
غير اني اذا كتب كتابا * غلب الدمع مقلتي فمحاه ...
وغلب الدمع مقلتي فمحاه ... وكم من اوراق في حياتي محيت
بهذا السبب ... فيا للعجب ...
وإلي لقاء قريب ...
" و تذكر "
يقول القاضى ابو المجد
ولقد لقيت الحادثات فما جرى *** دمعي كما أجراه يوم فراق
• وتذكر أن حرارة الفراق تطفئها برودة الامل باللقاء..
• لو كان للفراق وجه ، لكان أقبح وجه في الدنيا ، ولو كان له صوت . لكان انشز صوت فيها ، ولو كان له طعم لكان اشد على اللسان من العلقم وأقسى من الصبر ...
* يقول أسامة بن منقذ:
شكا الم الفراق الناس قبلي *** وروع بالنوى حي وميت .
وأما مثل ما ضمت ضلوعي *** فإني ماسمعت ولا رأيت
• " وداعا" ما أقساها على قلبي ، وما أثقلها على لساني ..
• طرفي كسير عندها ..
ولكني اصرخ بها فتشق عنان السماء وداعا وداعا والملتقي غدنا .. ، فلا تلمني أخي عند الفراق ، فان محبك ، جبان عند الوداع ...
هذا وصلي اللهم وسلم وزد بارك على نبينا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ، وسلم تسليما كثيرا كثيرا ، واغفر لنا خطيئتنا يوم الدين ، واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض ، ورحم الله من قال امين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ....
منقول من كلام
محمد بن سرّار اليامي