العودة   منتديات حاسبكو المتخصصة بمادة الحاسب الآلي > حاسبكو المتنوع > المنتدى الاسلامي العام

الملاحظات

المنتدى الاسلامي العام قسم يهتم بجوانب الشريعه على مذهب اهل السنه والجماعه وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابة وعظماء التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2011, 11:46 AM   #1
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
Mnn في ظلال قوله تعالى(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله..) لسيد قطب(30).

(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - ومن يغفرالذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون). .
يالسماحة هذا الدين !
إن الله - سبحانه - لا يدعو الناس إلى السماحة فيما بينهم حتى يطلعهم على جانب من سماحته - سبحانه وتعالى - معهم .
ليتذوقوا ويتعلموا ويقتبسوا:

إن المتقين في أعلى مراتب المؤمنين . .
ولكن سماحة هذا الدين ورحمته بالبشر تسلك في عداد المتقين (الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم). .
والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها .
ولكن سماحة هذا الدين لا تطرد من يهوون إليها , من رحمة الله .
ولا تجعلهم في ذيل القافلة . .
قافلة المؤمنين . .
إنما ترتفع بهم إلى أعلى مرتبة . .
مرتبة "المتقين" . .
على شرط واحد . شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته . .
أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم , وألا يصروا على مافعلوا وهم يعلمون أنه الخطيئة ,
وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء . .
وبعبارة أخرى أن يكونوا في إطار العبودية لله , والاستسلام له في النهاية .
فيظلوا في كنف الله وفي محيط عفوه ورحمته وفضله .

إن هذا الدين ليدرك ضعف هذا المخلوق البشري الذي تهبط به ثقلة الجسد أحيانا إلى درك الفاحشة , وتهيج به فورة اللحم والدم فينزو نزوة الحيوان في حمى الشهوة ,وتدفعه نزواته وشهواته وأطماعه ورغباته إلى المخالفة عن أمر الله في حمى الاندفاع .
يدرك ضعفه هذا فلا يقسو عليه ,
ولا يبادر إلى طرده من رحمة الله حين يظلم نفسه .
حين يرتكب الفاحشة . .
المعصية الكبيرة . .
وحسبه أن شعلة الإيمان ما تزال في روحه لم تنطفىء ,
وأن نداوة الإيمان ما تزال في قلبه لم تجف ,
وأن صلته بالله ما تزال حية لم تذبل ,
وأنه يعرف أنه عبد يخطىء وأن له ربا يغفر . .
وإذن فما يزال هذا المخلوق الضعيف الخاطىء المذنب بخير . .
إنه سائر في الدرب لم ينقطع به الطريق ,
ممسك بالعروة لم ينقطع به الحبل ,
فليعثر ما شاء له ضعفه أن يعثر .
فهو واصل في النهاية ما دامت الشعلة معه ,
والحبل في يده .
ما دام يذكر الله ولا ينساه ,
ويستغفره ويقر بالعبودية له ولا يتبجح بمعصيته .
إنه لا يغلق في وجه هذا المخلوق الضعيف الضال باب التوبة ,
ولا يلقيه منبوذا حائرا في التيه !
ولا يدعه مطرودا خائفا من المآب . .
إنه يطمعه في المغفرة ,
ويدله على الطريق ,
ويأخذ بيده المرتعشة ,
ويسند خطوته المتعثرة ,
وينير له الطريق ,
ليفيء إلى الحمى الآمن ,
ويثوب إلى الكنف الأمين .
شيء واحد يتطلبه:
ألا يجف قلبه ,
وتظلم روحه ,
فينسى الله . .
وما دام يذكر الله .
ما دام في روحه ذلك المشعل الهادي .
ما دام في ضميره ذلك الهاتف الحادي .
ما دام في قلبه ذلك الندى البليل . .
فسيطلع النور في روحه من جديد ,
وسيؤوب إلى الحمى الآمن من جديد ,
وستنبت البذرة الهامدة من جديد .

إن طفلك الذي يخطىء ويعرف أن السوط - لا سواه - في الدار . .
سيروح آبقا شاردا لايثوب إلى الدار أبدا .
فأما إذا كان يعلم أن إلى جانب السوط يدا حانية ,
تربت على ضعفه حين يعتذر من الذنب ,
وتقبل عذره حين يستغفر من الخطيئة . .
فإنه سيعود !
وهكذا يأخذ الإسلام هذا المخلوق البشري الضعيف في لحظات ضعفه . .
فإنه يعلم أن فيه بجانب الضعف قوة ,
وبجانب الثقلة رفرفة ,
وبجانب النزوة الحيوانية أشواقا ربانية ..
فهو يعطف عليه في لحظة الضعف ليأخذ بيده إلى مراقي الصعود ,
ويربت عليه في لحظة العثرة ليحلق به إلى الأفق من جديد .
ما دام يذكر الله ولا ينساه ,
ولا يصر على الخطيئة وهو يعلم أنها الخطيئة !
والرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يقول:" ما أصر من استغفر , وإن عاد في اليوم سبعين مرة "
والإسلام لا يدعو - بهذا - إلى الترخص ,
ولا يمجد العاثر الهابط ,
ولا يهتف له بجمال المستنقع !
كما تهتف "الواقعية" !
إنما هو يقيل عثرة الضعف ,
ليستجيش في النفس الإنسانية الرجاء ,
كما يستجيش فيها الحياء !
فالمغفرة من الله - ومن يغفرالذنوب إلا الله ؟ -
تخجل ولا تطمع ,
وتثير الاستغفار ولا تثير الاستهتار .
فأما الذين يستهترون ويصرون ,
فهم هنالك خارج الأسوار ,
موصدة في وجوههم الأسوار !
وهكذا يجمع الإسلام بين الهتاف للبشرية إلى الآفاق العلى ,
والرحمة بهذه البشرية التي يعلم طاقتها .
ويفتح أمامها باب الرجاء أبدا ,
ويأخذ بيدها إلى أقصى طاقتها .


انتهى من الظلال.
رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة.

  رد مع اقتباس
قديم 10-17-2011, 04:50 PM   #2
ديما99
 
الصورة الرمزية ديما99
افتراضي رد: في ظلال قوله تعالى(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله..) لسيد قطب(

جزاك الله خيرا اخووي
وجعله الله في ميزان حسناتك
  رد مع اقتباس
قديم 10-17-2011, 05:25 PM   #3
Chairman
اداره
 
الصورة الرمزية Chairman
افتراضي رد: في ظلال قوله تعالى(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله..) لسيد قطب(

جزاك الله خير اخي متفائل وبارك فيك
  رد مع اقتباس
قديم 10-18-2011, 01:05 AM   #4
حلم غالي
المشرفه على حاسبكو المتنوع
 
الصورة الرمزية حلم غالي
افتراضي رد: في ظلال قوله تعالى(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله..) لسيد قطب(

جزاك الله عنا كل خير وسدد خطاك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM.





Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ومنتديات حاسبكو 1431هـ/1432هـ

a.d - i.s.s.w