بسم الله الرحمن الرحيم
الصداقة الحقيقية هي النعمة الغالية , الكنز الثمين الذي يبحث عنه الإنسان
اذا المرء لايرعاك الا تكلفا ****فدعه ولاتكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ****وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
اذا لم يكن صفوى الوداد طبيعه ****فلاخير في خلا يجيب تكلفا
ولاخير في خلا يخون خليله ****ويلقاه بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ****ويظهر سرا كان بالامس قد خفى
سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا****صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا
( الإمام علي بن أبي طالب )
***********
والمتنبي عن الحرص في اختيار الصديق قال:
أُصادِقُ نفسَ المرءِ مِنْ قبلِ جسمِهِ ****وأعرفها في فِعْلِهِ والتكلُّمِ!
وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ****مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ
***
وبمثل ذلك قال ابن الأعرابي:
وإذا صاحبتَ فاصحبْ ماجداً *****ذا عفافٍ وحياءٍ وكرم!
قولُهُ للشيء: لا إن قلتَ: لا! *****وإذا قلتَ: نعم قال: نعمْ
*****
وقال الشاعر القروي
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي****مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي****صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
********
وقال جميل الزهاوي :
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا****وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
*******
وقال أبو الفتح البستي:
إذا اصطفيتَ امرءاً فلْيكنْ *****شريفَ النجادِ زكيَّ الحَسَبِ!
فنذلُ الرجالِ كنذلِ النباتِ *****فلا للثمارِ ولا للحطَبِ!
***
النابغة الذبياني اوجز في أن الرجال مخابر لا مناظر قال:
ولستَ بمُسْتَبْقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ **** على شَعَثٍ أيُّ الرِّجالِ المُهَذَّبُ؟!
***
ابن أبي الحديد دعا الى الإكثار من الأصدقاء فقال :
َكَثَّرْ مِنَ الإِخْوانِ مَا اسْتَطَعْـتَ فَإِنَّهُمْ****عِمَـادٌ إِذا اسْتَنْجَـدْتَهُـمْ وظَهِيـرُ
ومَا بِكَثِيـرٍ أَلْفُ خِـلٍّ وَصَاحِـبٍ****وَإِنَّ عَــدُواً وَاحِــداً لَكَثِيــرُ
***
أما ابن الرومي فدعا الى غير ذلك وقال عن الصديق الذي يتحول إلى عدو
فيأتي خطره من حيث لا نتوقع الخطر:
عَدُوَّكَ مِنْ صديقِكَ مُسْتَفادٌ****فلا تَسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحابِ
فإنَّ الداءَ أكثرُ ما تَراه*****يَحُولُ مِنَ الطعامِ أو الشَّراب
***********
وأيضا عن تفرق الأصحاب وتخليهم وقت الشدة
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ*****وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي****فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ****وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ****فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ
***
وقال ابنُ الطُّفَيْل ..
يا باكياً فرقةَ الأحباب من شحطٍ *****هلا بكيتَ فراقَ الروح للبدنِ!
نورٌ تردّد في طينٍ إلى أجلٍ *****فانحاز علواً وخلّى الطينَ للكفنِ!
يا شدَّ ما افترقا من بعد ما اعتنقا *****أظنُّها هُدْنةً كانت على دخَنِ!
إن لم يكنْ في رضا الله اجتماعُهما *****فيا لها صفقةً تمَّتْ على غبنِ!
***
قال عبد الله الجعفري:
ورُبَّ أخٍ ليستْ بأُمِّك أمُّهُ ****متى تَدْعُهُ للرَّوعِ يأتيك أبلجا!
يُواسيك بالجِلَّى ويَحْبُوكَ بالندى ****ويفتح ما كان القضا عنك أرتجا!
***
وقال اخر :
أخٌ كأيام الحياة إخاؤه ****تَلَوَّنُ ألواناً عَلَيَّ خُطوبُها!
إذا عِبْتُ منه خَلّةً فعذرتُهُ *****دَعَتْنِي إليه خَلَّةٌ لا أعيبُها!
***
الصادق يوسف :
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ****ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ
***********
وأخيرا أتمنى أن يديم الله في قلوبنا المودة لأخواننا و أصدقائنا وأن يحفظهم لنا ويحفظنا لهم
أوفيـــــــاء ,صـــــــادقين , محبيـــــن ..
ودمتم بخير و عافية ,,