أبحر القبطان ( أسد البحار ) بسفينته ( مرجانة ) من ميناء ( الجزيرة الخضراء ) ، وعلى ظهرها ( ثلاثين ) بحارا ؛ خمسة عشر بحارا من جماعته ، والخمسة عشر بحارا الآخرين استأجرهم من ميناء الجزيرة الخضراء . فلما بلغ عرض المحيط ، وابتعد كثيرا عن اليابسة سمع عن تمرد يخطط له الخمسة عشر بحارا الذين استأجرهم ...
وأن هؤلاء البحارة المتمردون قرروا التخلص منه ، ومن بحارته حال وصولهم إلى أول جزيرة ترسو عليها سفينتهم ...
فكتم الأمر عنهم ، واستلم زمام المبادرة ، وقرر التخلص منهم في أول فرصة تسنح له ، قبل وصولهم إلى الشاطئ .
سارت السفينة بهم في عرض البحر لعدة أيام .. حتى لاحت لهم عن بعد جزيرة صغيرة .. فقرر القبطان ( أسد البحر ) أن الفرصة المناسبة للتخلص منهم قد حانت ..
فنادى جميع البحارة قائلا لهم :
إن الماء ، والطعام على سفينتهم بدءا يقلان ، ويكادا أن ينفذا ، ولا يكفيان إلا ليوم واحد فقط .. لذلك نحتاج إلى التزود بالماء ، والطعام من تلك الجزيرة التي تلوح لنا في الأفق .. وحيث أن تلك الجزيرة مأوى للقراصنة الأشرار ، وأن اقتراب سفينتنا منها يشكل خطرا علينا جميعا ؛ لذلك نحتاج إلى ( خمسة عشر ) بحارا شجاعا ينزلون من على ظهر السفينة ، ويذهبون سباحة إلى تلك الجزيرة ويجلبوا لنا منها الطعام ، والشراب .
وحيث أن هذه مغامرة غير مأمونة العواقب ، وتشكل خطرا على حياة من يذهب إلى تلك الجزيرة . لذلك سألجأ إلى اختيار البحارة الخمسة عشر عن طريق القرعة ؛ ضمانا للمساواة بينكم ..
وسأجعلكم تنتظمون في صف واحد ، وسأمر من أمام الأول منكم ، فالثاني ، فالثالث ، فالرابع ، فالخامس ، فالسادس ، فالسابع ، فالثامن ؛ والتاسع سيقع عليه الاختيار .
ثم أواصل المرور أمام البقية ، أحصي ثمانية آخرين ، والتاسع سيقع عليه الاختيار .
فإذا انتهى الصف ، بدأت بكم من جديد .. أحصي ثمانية ، والتاسع سيقع عليه الاختيار ..
وهكذا حتى تتم عملية اختيار الخمسة عشر بحارا من بينكم جميعا الذين سينزلون إلى الجزيرة ..
وافقوا على الخطة جميعا ، ومن دون أي اعتراض ؛ حيث أن المغامرة بجلب الماء ، والطعام من تلك الجزيرة مع وجود أمل في النجاح ؛ خير من الموت عطشا ، وجوعا على ظهر السفينة ..
فأخذ يصفهم فردا فردا ، حتى إذا انتهى من صف البحارة الثلاثين .. بدأ بالتطبيق العملي للخطة المتفق عليها ..
فلما انتهى من عملية الاختيار ، وجد نفسه قد تخلص من البحارة الخمسة عشر ، الذين عزموا على التمرد ضده ، وضد بحارته ، وأرسلهم إلى الجزيرة جميعا ، ثم أبحر بالسفينة مع مجموعة بحارته ، بعد ما خلف وراءه الخمسة عشر بحارا المتمرد على ظهر تلك الجزيرة ...
والسؤال هو :
ما الطريقة التي اتبعها في صف البحارة الثلاثين ، والتي استطاع من خلالها الابقاء على بحارته ، والتخلص من البحارة المتمردين ؟
هل جعلهم يصفون فرادى ؛ واحد من بحارته ، والذي يليه من البحارة المتمردين ..
أم جعلهم مثنى مثنى ؛ اثنين من بحارته ، والذين من خلفهما من البحارة المتمردين ..
أم صفهم بطريقة عشوائية ؛ ثلاثة من بحارته ، ثم واحد ، أو اثنين ، أو ... من البحارة المتمردين ...
كيف تم له ذلك ؟
فهيا يا أذكياء الملتدى، فكروا في حل اللغز ، ومرحى لمن يحل معضلته ، ويفك رموزه ، ويكشف أسراره ، ويأتينا بالحل !!
واستخدمو ..
الرقم ( 1 ) : يمثل البحارة الموالين له .