فاضت انهار الظلام من وراء الرمال الذهبيه التي تسور مدينتي الصغيره ... هبطت الظلمه كعادتها بتكرارها المعهود ..
بأسيجتها السمراء الداكنه .. منتزعة اخر الخيوط الورديه المتساقطه على جسدي ...
حينها لم يعد جسدي قادر على المقاومه ..انبثق الدم في مواضع كثيره من جسدي
وتخدرت اعضائي وأحسست بأن كل مافيها مشلولا
حينها حاولت ان ادفن في احشائي مايمزق صدري
رأيت حينها غول عملاق .. مفترس لم يتحرك من مكانه
لكن تلك المخالب الشرسه باتت في لحمي تقطع اوصالي
وتسرق احلامي بعصبيتها المتحجره
فجأه تحول ذلك الغول
الى رجل كبير في السن في ظاهره الطيبه
ابتسمت بهدوء حين رأيته
وفي لحظه حدث شئ فظيع
تبدلت الطيبه المرسومه في محياه
واخذ يهاجمني بخناجر من الكلمات الساخره
والاحكام الظالمه
والشلالات الخرافيه التي لم تتوقف عن جريانها وحتى الان ترضع لمن هم دوني سنا
عنجهية مضحكه مبكيه
انطلقت الالسن من ذلك العجوز واتباعه للتنكيل بنا واحراقنا بالنار وزجرنا
قبل ان يبلغ السيل غايته ومنتهاه
حينها فقط
تسمرت عيناي واحسست بالارض تميد من حولي
اخذت اتقيأ الكثير من الخرافات التي اسقاني اياها ذلك العجوز
الذي يمثل كتله متحركه من الاراجيف والعادات البليده
استيقظت ...منزعجه من تلك الاشباح والارواح الشريره التي تطاردني حتى في احلامي
ابتسمت بازدراء وعيناي ترقص فرحا بأن الكابوس قد انزاح
من حلمي ومن اسوار منزلي ..
لكنـــــــــــــه
لم ينزاح من مدينتي وماجاورها ولن ينزاح مادام اهلها اتصفوا
بالسذاجه والمكابره في كل شئ.. فالخرافه تعشعش في عقولهم
كما تعشعش العناكب في حيطان منازلها
مما جعلني
اصاب بخيبة الأمل حيث بدا الطريق امامي طويلا مملا متعرجا
تملأه مئات الأخاديد
كما تملأ الاحلام الذابله قلبي.
....
كتبتها بقلمي المتواضع وفكري البسيط
نبض الخواطر