مررت بشاطئ رهيب...
وموج عجيب...
ولأني لم أعهد رؤية الغريب...
بقيت لأرصد المزيد...
وفجأة أستغل البحر سكوني ودهشتي....
ولكي لا ينتابني الخوف أصبح يداعبني بنسيمه العليل...
ومن ثم نادى..
قائلاً وبصوت يملئه الطمأنينة:
أنا البحر الذي خاضه العرب للفتوحات...
وشقوه لرؤية الألغاز والحكايات...
وحصناً للأسرار والأمانات فهبلي ما عندك من هموم وحكايات.
فقلت:
أنا نجم لا شعاع فيه...
وكتاب لا عنوان له...
وكلمات لا حروف فيها...
أنا بئر من هموم...
ونبع من غموم...
وجبل ملئ بالأحزان والندامة والذهول...
نيران الحقد تعذبني...
وأشواكه تمزقني...
فما العلاج لحالتي.
رد البحر وأمواجه تبعث الكلمات...
وألحانه أصدرتها اللآلئ والأسماك:
ما سبب آلامك.
جاوبت بحسرة ..
ابتعاد وحرمان ..
وفراق بعده انين و آلام ..
فازداد لمعان البحر فأصبح كالذهب النفيس..
نظرت وقد كستني الدهشة...
فكانت تلك المتغيرات أجراساً لغياب شمس المحيطات.
وعاد صوت البحر وقد صحبه التغير قائلاً:
الفراق صعب لكن لابد منه...
فالشمس فارقتنا بعدما كانت تستمع لحديثنا...
وقد أثر ذلك فينا...
فأمسينا بظلام حالك...
لكن لن يدوم...
وستعود الشمس مشرقة وخيوطها الذهبية تخترق نوافذنا....
وستشرق بآمال على كل قرية ومدينة...
وزرع الأمل في نوفسنا الحصينة جواهر نحظى بها .
لكن هل لي بسؤال ؟
فأجبته بالموافقة ...
قال :
لم أسألك من فارقت ؟؟؟
قلت :
غمد سيفي...
وشعاع نوري...
وعنوان كتابي....
وحروف كلماتي....
كنز سري....
وبهجة فؤادي....
إنه حبي !!!
فقدته من أجل خطأ اقترفته يدي....
لكنه سامحني....
وأبت دنياه عن مسامحتي...
وكانت تلك برهان تجربتي .
فرد وقد آزره الشاطئ :
واجه دنياه الأبية ...
لأنك لا تعلم ما النية ...
وأسباب القضية .
فنهل عليه السكوت.
فناديته طويلاً ولكن لا مجيب لأنه ألقى علاجه المرّ ، فهل يا نفس أخذ بدوائه؟؟
منقووول