عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2008, 08:40 PM   #2
هدى2007
حاسبكو متابع
 
الصورة الرمزية هدى2007
افتراضي مشاركة: خالد وبندر الجزء الثاني

الجزء الثالث
(7)

بعد هالموقف حسيت براحه كبيره, حسيت إن إحنا متعادلين الحين أو يمكن
كان سبب الراحة إني تكلمت معه بعد فتره اعتبرها في نظري طويييييله
وطلعت كل اللي في خاطري, أصلا ما عاد فيني صبر على فراقه وأكيد انه حس
بغلطته وهذا اللي كنت أبيه وقررت إني أنسى اللي صار خلاص و أرد عليه
إذا دق المرة الجايه, وأسامحه واطلب منه يسامحني بعد,يعني حتى أنا قلت
كلام ما كان لا زم يطلع مني وقررت إن إحنا نسافر بعد عشان نعوض كل
الأيام اللي بعدناها عن بعض.
علمت ريم بالسالفة كلها كانت مستغربه وهي تسمعني:تصدق يابندر هاذي
والله العالم عين وصابتكم اجل معقولة خالد يسوي اللي سواه لا والأغرب
انك قويت نفسك ولا سامحته,لا لا اسمح لي هالكلام ما يدخل العقل..!!
..ضحكت وأنا اسمعها وقلت...من جدك ما سامحته؟؟!!أصلا من أول ما شفت
اسمه في جوالي سامحته على طول وبيني وبينك قلبي ما قوى يزعل عليه من
الأصل لكن الظاهر إني كنت امثل على نفسي قبل لا امثل على احد!! ثانيا
المسألة باختصار كانت رد اعتبار, لكن تعرفين حنا مو زيكم انتم يالبنات
إذا زعلت وحده الثانية تعتذر على طول غالبا والثانية بعد تسامح بسرعة
وهذا في ظني اللي يخلي صداقات البنات أجمل وأطول بعد أما الشباب
فالكرامة والعزة تتغلب على العواطف الثانية دايم نحس إن إحنا مو بحاجة
احد والاعتذار بعد من أصعب الأشياء علينا هاذي طبيعتنا اللي حطها ربي
فينا, هذا وأنا وخالد نعتبر طفرة جينية بالنسبة لصداقات الرجال ،الله
يعين انشاءالله أنا الحين بس استناه يدق خلاص ماعاد فيني صبر...طالعتني
بتعجب... والله انك غريب يابندر طيب ليش ما تدق أنت عليه؟!!...اوووه
أنت غبية وإلا تتغيبين وش قاعد أتفلسف عليك من الصبح, أقول لك ما اقدر
صعبه علي وبعدين خلود ما يقدر يصبر بعد أكيد بيدق هو قال لي انه بينتظر
علي شوي...عطتني نظرات ما ادري وش تبي وقالت.. الحمد الله والشكر لحد
يسمعك بس وبعدين لا تسوي روحك فاهم البنات لأنك ماعندك سالفة وفي شيء
أبيك تفكر فيه تتوقع لو الوضع كان العكس خالد كان بيسامح وإلا بيسوي
مثلك؟!!..وطلعت...وقعدت أفكر في كلامها واللي إجابته كانت واضحة بصراحة
وهي بعد كانت تعرف الاجابه لان مواقف قديمه تبين إن خالد حتى لو كان
صعبه عليه يسامح ومن النوع اللي زعله شين بس انه يسامحني أنا دايم مهما
صار..لكن هالكلام مايهم الحين..

مر كم يوم وخالد للحين ما دق لكني يوم الأربعاء شفت ميه مس كول من طلال
ورجعت أدق عليه قلت أكيد إن خالد يبيه يتوسط بيننا لأنه يعرف معزة طلال
عندي لما فقد الأمل فيني , وبعدين اناخلاص وصلت عندي أبي كل هالسالفه
تنتهي ودقيت وآنا فرحان...مرحبا طلال... هـ...هـ لا.. بندر..صوته أبدا
ما عجبني واختفت الأبتسامه...طلال خير انشاءالله عسى ماشر,معليش ماكنت
عند الجوال قبل شوي بغيتني في شي؟!... الرجال بدئ يتنهد وحسيت إن في شي
مو زين صاير ...بندر أنا لي ساعة أحاول أدق عليك لكن ----....طلال
ياخوك لا تلعب بأعصابي قلي وش فيكم؟!...إنا ذاك الوقت الهواجس لعبت
فيني لعب قلت أبوهم توفى لأنه كان رجال كبير فالسن ومريض من زمان وإلا
أخوهم الصغير تركي اللي كان عنده ربو حاد جاه شي, كل شي مر في بالي
وكنت طول الوقت أفكر بس في خالد وشلون بيتقبل هالاشياء وأنا اعرف غلا
أبوه وإخوانه عليه وعزمت إني أنسى كل اللي صار و أوقف معه في محنته كل
هذا قبل لا ينطق طلال بحرف... خـالـد يا بندر-----!! لما سمعت الاسم
حسيت إن قلبي وصل حلقي ولا عاد قدرت أتكلم أو حتى
أتنفس,وبصعوبه...خـ-خـ--الد وش---فيه حراااااام عليك تكلم؟؟!! كنت
انتفض وركبي ما عاد تشيلني... خالد يطلبك الحل يابندر ادع له
بالرح---وخنقته العبرة,أما أنا فكنت ساكت,ولاعاد أشوف شي قدامي قعد
يتكلم كلام ما فهمت منه شي اللي قدرت استوعبه انه الظهر صار له حادث
والظاهر انه كان متوجه لبيتي وتوفى فالمستشفى...قفلت الجوال, كنت واقف
وبحركه بطيئة قعدت على الأرض وبعدين انسدحت عالأرض وقعدت أناظر السقف
لفترة طويلة ويدي على راسي فقدت الإحساس بكل اللي حولي, لا دموع ولا
كلام ولا صدر مني أي ردة فعل..


طلعت بسيارتي امشي فالشوارع بدون هدى ما وعيت إلا أنا فالمجمعة ديره
خالد اللي تبعد عن الرياض حوالي الساعتين وياما زرناها سوى, وقفت
السيارة قدام فلتهم اللي يجونها أيام الشتاء، لما جا الليل رجعت
للرياض..
دخلت البيت ورحت لغرفتي وقعدت أتقلب في فراشي تصوروا كل هذا بدون أي
إحساس الظاهر إني ما كنت مستوعب المصيبة اللي أنا فيها, لما جا الصبح
رحت لبيتهم على طول وقبل أوصل دق علي طلال... الو...هلا بندر, إذا ودك
تسلم عليه وتودعه قبل الدفن تعال للمغسلة اليوم قبل صلاة العصر..
ما رجعت للبيت رحت للمغسلة وسألتهم قالوا ما بعد وصل من المستشفى, تبون
الصراحة كان للحين عندي أمل إن السالفة كذب أو فيها غلط زي حال الكل
وقت المصايب ماودهم يصدقون, واني بشوف خالد بعد شوي، قعدت عند الباب
إلى الساعة 2,30والا أشوف سيارة إسعاف جايه ووراها سيارات إخوان خالد
كلهم، وقف الإسعاف وفتحوا الباب الخلفي، شفت طلال وباقي إخوانه عند
السيارة لما شفتهم يطلعون طرف شي ابيض شهقت ورحت اركض فالشارع, كنت
أحاول ابتعد عن المكان بقد ما اقدر, مشيت لين وصلت أخر الشارع وجلست
على رصيف واحد من البيوت, لما هدت نفسي شوي رجعت للمغسلة كان لازم
أواجه الواقع لو كان قاسي..

**********************
(8)
دخلت وآنا شماغي على كتفي وماسك عقالي في يدي وحالي دمار, لقيت مو بس
إخوانه حتى أعمامه وأخواله وزوج أخته بعد، الكل كان متواجد, لما شافوني
تغيرت وجيههم وحضنوني بحرارة, كلهم اعرفهم ويعرفوني زين عرفت إني
ذكرتهم فيه لما شافوني حتى واحد من إخوانه ما رضي يتركني كنه بتعلقه
فيني يحس انه مع أخوه خالد والغريبة إنهم كانوا يعزوني بدال ما أنا
أعزيهم , المهم جاني طلال وعلامات التأثر باينه في وجهه..تبي ادخل
معك؟؟؟إحنا تونا طالعين... قاطعته...لا لا بدخل لحالي... كانت هاذي أول
جمله أنطقتها من أول ما دخلت للمغسلة حتى لما عزوني ما رديت عليهم..
تعوذت من إبليس وبديت اذكر الله و دخلت في الغرفة اللي دلوني عليها
كانت فيها روايح غريبة الريحه اللي قدرت اعرفها هي ريحه المسك
والصابون, الظاهر إن الرجال اللي كان فالغرفة هو المغسل, وقفت في مكاني
عند الباب ماكنت عارف وش أسوي؟!! قرب جنبي و كان شخص يميل للقصر ,ابيض,
لحيته طويلة وصاحب ملامح سمحة, حط يده على كتفي وحس بالرعشة اللي تهزني
كنت أطالعه بنظرات استغاثة... وبصوت وقور قال...عظم الله أجرك ياولدي
وأحسن الله عزاك ,الله يلهمكم الصبر والسلوان, قبّل جبهته وادع له
بالثبات عند السؤال, وباللي يجي في بالك... كنت أطالعه وأنا اشهق بدون
دموع وطلع من الغرفة..
شوي شوي قربت من عنده وشفت منظر في حياتي ما مر علي مثله, حسيت الدم
وقف في عروقي لما شفته انهارت كل حصون المقاومة والصبر اللي بنيتها,
ما ادري وشلون اشرح الوضع كانوا حاطينه على شي زي الطاولة ومرتفعه عن
الأرض بمسافة قليله ,مغطين جسمه بشراشف بيضاء إلا وجهه وجزء من صدره,
كانت عينه وجزء من جبهته متحولة للون الأزرق من فعل الصدمة أما خده
ورقبته كانت فيها جروح بسيطة ,لكن واضح إن تركيز وقوه الصدمة كلها جت
على صدره, كان زي اللي نايم بس بدون أي اثر للحياة والظاهر إني ما صدقت
الخبر لين شفته بعيوني, فقدت أعصابي في ذيك اللحظات وصرخت صرخة مريعة،
حضنته بين يديني وقعدت أصيح بحرقه زي الأطفال, دخلوا علي بعض إخوانه
يوم سمعوا صوتي وحاولوا يأخذونه مني لكني كنت متمسك فيه بقوه.. يابندر
قل لا اله إلا الله لا تسوي في نفسك كذا ترى ما يجوز...وأنا اصرخ من كل
قلبي أحس إني فقدت عقلي للحظات... اتركوني خالد يا أخوك رد علي , كلمني
ياخالد ,طلال خالد ليش بارد؟؟ليش تاركينه كذا؟؟ ليش ماغطيتوه؟؟ حرام
عليكم... نزل رأسه وانسابت الدموع من عيونه...إنا الله وإنا إليه
راجعون...تعال معي يا بندر تعوذ من الشيطان وخلنا نطلع...وأنا أحاول
اكلمه..ياخوك وين رحت وتركتني؟!!أنا من لي غيرك ياخالد؟؟.. ودموعي سيول
وإخوانه يحاولون يفكون يدي عنه..
وبعد جهد قدروا يأخذونه من بين يديني بعد ما بين اثر ضغطي على جسمه،
وأنا منهار وفي حال مايعلم فيها إلا الله سبحانه, كل لحظه أنادي
باسمه..جابوا لي كرسي وقعدوني عليه وأنا كني معهم ومو معهم... واحد من
أخواله شيخ كبير من الناس اللي فيه خير وصلاح والله هاديهم قعد يمسح
على راسي وصدري ويقرى علي قرآن لين هدت نفسيتي شوي ناظرت فيه...خالد
صدق راح يا خال؟!...شد على يدي وهز رأسه ورجعت دموعي ويدييني على
راسي وأنا أهز على الكرسي..مايصير يا خال والله ما يصير...قعد يستغفر
وأنا على حالي، كنت مفجوع الله لا يفجعكم في حبيب...
رحنا نصلي عليه كان المسجد مليان واللي برى أكثر من اللي داخل, كان
الله يرحمه رغم صغر سنه إنسان محبوب من الجميع صغار وكبار, وفي المقبرة
مع الزحمة وكل هالعالم اللي حولي إلا إني حسيت بوحدة رهيبة,كنت بعيد عن
الجماعة ما أبي احد يعرفني أو حتى يشوفني رغم إني عارف إن الكل يسأل
عني تلثمت بشماغي ولبست نظارتي الشمسية ووقفت بعيد عنهم.
جاني تركي واللي كان له غلا كبير عند خالد بحكم انه الصغير وكان دايم
يقول انه رغم صغر سنه إلا انه كان حكيم ويفهم اكبر من عمره بكثير, كان
عمره تقريبا ذاك الوقت12سنه سلم علي وحضنته وأنا أحاول أتماسك قدامه
ولكم إن تتصورون مقدار صعوبة الأمر خاصة انه يشبه خالد كثير قال
لي:بندر خالد كان يعزك أكثر من أي واحد في هالمكان وكلهم مجتمعين حوله
إلا أنت!!لا تتخلى عنه في هاللحظات عشان ما تندم باقي حياتك, تشجع وادع
ربي انه يصبرك بس لا تحاول انك تهرب من أحزانك بهربك من هالموقف...
كانت كلمات عظيمه أثرت فيني وشفت في هالطفل اللي فقد أخوه في حادث مفجع
الصبر بمعناه الحقيقي,لميته لصدري مره ثانيه وكنا نواسي بعض بخسارتنا
لكبيرة, مسكت يده وتوجهنا لهم...استعدوا للدفن وسمعت إخوانه
ينادوني...قلت لهم إني أنا اللي بنزل فالقبر وأحطه ونزل معي واحد من
إخوانه يساعدني...سلمونا إياه من فوق وحطبته وأنا ادعي له واذكر الله
طول الوقت,كان ودي لو اجلس معه اوحتى أشوفه واسمع صوته لأخر مره لكن
عرفت إن شمسي غابت خالد ((الرمت)) غاب من حياتي وهالحياه للأبد.
  رد مع اقتباس