ما أجمل ذكريات الطفولة اسعد باسترجاعها في غفوة أحلامي
يتعجب الكثير من قوة ذاكرتي .. حيث لازلت اذكر أيام صغري
بكل تفاصيلها .
اذكر من رافقتهم في مشواري الدراسي .. من الصف الأول ..
لدرجة..
أنى أشاهد من ينبهر عندما اصف شيئاً من ذكرياتي وذكر الأسماء ..وتفاصيل ومشاعر
فما أجملها بحق .. من أيام..
[line]
حدث موقف لن انسي ظروفه ماحييت
كنت في صالة الانتظار في احد المستوصفات الخاصة
شغلت نفسي بتصفح احد كتيبات النصائح الموجودة في تلك الصاله..
دخلت بعدها سيده كبيره في السن مع شابه وجلسوا مقابل منى.سمعت التحية ورديت بأحسن منها .. من بعدها ..
رفعت راسي لأري من ألقى التحية
كانت الفتاة تشدد النظر إلي فلفت انتباهي ذلك
بعد ذالك بثواني أدركت أنى اعرف الفتاة ..
تذكرتها نعم تذكرتها ..
اسمها حنان ودرست معي .. في الصف الثالث لابتدائي
فيا سبحان الله .. كم هائل من الذكريات استرجعته في لحظات ..
مرت فترة من الصمت المتبادل .. والفتااة لم تتحرك ساكنه ونظرها باقي على ملامح وجهي كنت أظن أنها تستعيد ذكرياتي معها فتمنيت أنها تنطق باسمي . ولكن لاحظت أنها في صمت مطبق .
عندها وبعفويه قلت : أنتي حنان
لكني تفاجأت أنها لم ترد علي وكأنها لم تعيرني اهتمام رغم تعلق بصرها بي
عندها أجابت الأم .. نعم هي حنان
زاد تعجبي من الوضع..!!!
وتقربت من كرسي الأم ولم تزل حنان تنظر الي الكرسي الذي كنت اجلس عليه ..
سئلت الأم بصوت منخفض .. مما تشكو حنان ؟؟!
اجابتني الأم: إنها لا تشعر بشي ..
مجرد جسم تحركينه بكل سهوله تسيرينه وتجلسينه وأقوم بإطعامها .. أنها لا تجيب على احد بكلمة أو نظره..
أجبتها بحزن : أنا اذكرها ..كانت في قمة الحيوية والنشاط وجه بشوش لا تختفي منه الابتسامة..
أجابتنى الأم : ماذا أقول لكي !!.. يا بنتي حنان مصابه بحاله نفسيه وهو نوع من أنواع الاكتئاب.
أنا وبكل تعجب : اكتئاب !! لماذا.!! هذي الحالة ؟!
الأم : حنان.. من النوعية التي لا تحب أن تشتكي لأحد حتى الي .. أو أخواتها و ليس لديها صديقه مقربة .. تربت في بيت كل فرد منه في أمره منشغل عن الأخر..
تزوجت وهى تحلم بحياة مختلفة تنعم بها بترابط اسري وتواصل... لكن للأسف كان نصيبها مع زوج منطوي لا يحب أن يتشارك معها بحديث أو هم أو فرح في أمور حياته...
تقربت منه وتوددت إليه لكن لم يتغير من حاله شي .. ظنت أن الطفل الأول سوف يغير حياته وأسلوبها .. وبعده عنها ..لكن عدم مبالاته لم تتغير ..إلى شي جميل.. كما كانت تتأمل .
بعد.. أن أنجبت الطفل الثاني حنان أصبحت ..تميل للحزن والسكون..فلفت وضعها نظرنا أنا وإخوتها فأخذنا نسال حنان فلم تعطينا أي اجابه . وبعد سؤال أم الزوج ...
كان الرد أن زوجها لا يحب أن يتحدث عن نفسه فطبعه كتوم لا يحب أن يمازحها ولا يشاركها اي حديث ..
والصدمة الكبرى انه كان من أول أيام زواجه يأكل مع أمه ..بحجة انه تعود مشاركتها الأكل .. على رغم تواجد شقه خاصة به منعزلة عن بيت أهله..
حتى انه لا يحب أن يدعو .. حنان لتشاركه الجلوس معهم بحجة أنها لوحدها تكون أكثر راحة .!!
حنان تشبعت من العتب والحزن واللوم في نفسها ظناً منها أنها هي السبب .. في بعد الزوج عنها .
تطورت حالتها إلى اكتئاب. وهاهي .. حالتها حتى أطفالها لا تعرف أسمائهم .. ولا تنطق بكلمه .. ولا حتى تشعر بجوع أو عطش .
أخذت الأم ..تكفك دموعها ..
جلست انظر إلي حنان ..
أري شابةً في مقتبل العمر كلهه شرود وبعد كلي عن العالم ..
أيعقل هناك إنسان يستطيع أن يحطم الجمال الرباني ويسلبه البسمة .. والشعور ..
بلا مبالاته وعدم اهتمامه!! ..
أني أري ..البراءة والضحكة وهي مجرد ..ذكري
في صفحات حيات حنان ..
ماذا غاب عنكِ يا حنان .اخبريني ؟
..اهتمام الأهل ؟..ام اختيارك الخاطئ ؟
اهلك شغلهم ما شغلهم من أمر نفسهم .. فأصبحتى بينهم فرد ..عليه أن يهتم بنفسه .. من اول تفتح سنوات عمرك
أم الزوج ..الذى تقدم فقُبِل خلقه ودينه ..
وقد جُهِل أسرار نفسيته..
فمن الصعب اكتشافها وقت ذالك ..
حنان ..آه ..نطق بها قلبي .. تحسرت ..على حالك ..فمن يقبل أن يوضع ..بظروفك .. ومن كان يستطيع ..نجدتك ..
غاب من حولك الجميع ..لتغيبي مع تواجدك عنهم ..
جسد ..ولكن ماتت الروح الم وحزن ..
اخبروني ..
لو كنتم فرد من عائلة حنان ؟ ماذا كنتم تقدموا لها
لو كنت أيها الشاب ..ذالك الزوج
.. بصفاتك وتصرفاتك ..
ماذا .. ستقدم لها ألان ؟
أطفال حنان..
كان الله بعونكم .. يا من حرمتم من اهتمام الأم .. وهي مجبرا
ماذا ستكون ردة فعالكم ؟؟
ملاحظة ..
حنان شخصيه من الواقع .. نسجت قصتها بقلمي الحزين ..