عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2007, 08:38 PM   #1
سمو
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية سمو

الدولة :  في قلب امي وابي "
هواياتي :  الفلسفه الاغـــريقيه ....
سمو حاسبكو نشيط
سمو غير متصل
افتراضي هــــــــــــل انت الاعصـــــار أم الرذاذ ؟!




وقفت على جسر يجتاز نهراً صغيراً بين مدينتين جميلتين، هاتان المدينتان عاديتان بهما البيوت والشوارع والأزهار والأشجار، وهما متماثلتان بكل شيء، متشابهتان تماماً...


وقفت متأملاً المدينتين أرقب الحياة بهما، وقار النخيل وحيوية الأشجار وتمايل الأزهار، المباني البسيطة الهادئة، وبينما أنا واقف بدت في الأفق غيوم داكنة سوداء، يجرها إعصار عنيف، إخترق المدينة اليسرى دونما اذن، يدمر ويحطم، لا يبقي ولا يذر، ما سلم منه شيء، تكسر النخل وتحطم الشجر، تمزقت الورود، وتصدعت البنايات، كل ذلك في دقائق معدودة، غادر بعدها الإعصار، وترك المدينة في هدوء قاتل بل في هدوء المقتول، يا له من منظر لا يوصف...

من هول المنظر وفظاعته، أشحت بوجهي للجهة الثانية فإذا بالمدينة اليمنى تعلوها الغيوم هي الأخرى، خفت كثيراً وتسارعت دقات قلبي، أسيحل بهذه المدينة كما حلّ بأختها؟؟؟
لحظات وهدأت بعدها، لأن المشهد كان مختلفاً تماماً، فهنا الغيوم كانت بيضاء رمادية، تنثر الرذاذ بنعومة على المدينة، الناس لا زالوا يجوبون شوارعها، دونما خوف أو انزعاج، بل البسمات تعلو الوجوه، لسان حالهم يقول: ما أحوجنا لهذا الرذاذ بين الحين والحين، فهو ينفض الغبار، وينعش الأزهار، يملؤ القلوب بالحيوية، والأنفس بالنشاط، التفتّ فإذا بالأزهار تتمايل مرحاً، والأشجار ترنو فرحاً، والبنايات مكانها قد انتعشت وتنظفت....

فرحت كل الفرح لحال المدينة اليمنى وتمنيت لو أن حال المدينة اليسرى كان كحالها، انظروا إلى النتيجة في كل منهما مع كون الفاعل هنا يشبهه هناك، الغيم كالغيم والمطر كالمطر، ولكن شتان بين ما فعله بالمدينتين...

إخوتي، كأي نوعي المطر تحبون أن تكونوا؟!! كالإعصار المدمر الذي بدقائق يفسد ما صنع الناس بسنين، أم كالرذاذ الذي يسر الناس بوخزاته وان دام ساعات أو أياماً طوالاً...

النخل هم الكبار من حولنا، والأشجار هم زوجاتنا وأصدقاؤنا، والأزهار والورود الأطفال أبناؤنا وبناتنا، البنايات هم الناس...
إن الإعصار هو امرئ غاضب، أب على أسرته، زوج على زوجته، مدير على موظفيه، صديق على صديقه، انظروا ماذا فعل!!!
والثاني امرئ تأذى، فتعقل وتأنى، التزم الحلم وأدار المشكلة بفهم، عاتب عتاب المحبين، أو عاقب عقاب العادلين، أو سامح سماح الكريمين، لزوجه أو أسرته أو موظفيه، فكان عتابه أو عقابه رذاذاً منعشاً يجعلهم يشتاقون له على الدوام...


اخوتي، أي المطرين تفضلون أن تكونوا، قرروا ولا تتحيروا...




التوقيع :
حروفي تستحق العضمه ،، لما لها من وقفات صادقة ،،

ومرافعات صارمه ملجمة ،، للمدعي العام للواقع ،،






اسير ،
وبعد كل خطوة ينبت خلفي جدار ،،
لا املك من طريقي إلا المضي للأمام ،،،
لا أملك الخيار ،،،




,,,, س م و ,,,,,
  رد مع اقتباس