سلي نفسك هذه الأسئلة وأجيبي جواب العاقلة المتزنة:
هل تعلمين أنك ستسافرين سفراًبلارجعة؟...فهل أعددت العدة لهذا السفر؟...هل تزودت من هذه الدنيا الفانية بالأعمال الصالحة لتؤنس وحشتك في القبر؟...
كم عمرك؟ وكم ستعيشين؟ ألا تعلمين أن لكل بداية نهاية وأن النهاية جنة أو نار؟
هل تخيلت عندما تنزل الملائكة من السناء لقبض روحك وأنت غافلة لاهية؟
هل تخيلت ذلك اليوم والساعة الأخيرة في حياتك..ساعة فراق الأهل والأولاد..فراق الأحباب والأصحاب؟
إنه المووووووووت بسكراته وشدة نزعه وكرباته! وبعد فراق روحك من جسدك يذهب بك إلى مغسلة الأموات فتغسلين وتكفنين..ويذهب بك إلى المسجد ليصلى عليك..وبعد ذلك تحملين على أكتاف الرجال ..إلى أينإلى القبر..إلى أول منازل الآخرة.. إما روصة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟
من كتاب ما أغلاك عندنا لأبي عبد الرحمن

سبحان الله فعندما نريد السفر إلى مكان معين نستعد له أتم الإستعداد بل أننا أحيانا نشتري مستلزمات السفر مع أننا لانريد السفر لكن نقول حتي إذا أردنا السفر أو جءت سفرة مفاجئة نجد كل شئ جاهز

بينما لانجد هذا الحرص في الإستعدادات في سفرنا إلى الآخرة لماذا؟ سفرنا هذا مؤكد ومع هذا لانستعد له بل نجد أننا لاهون غارقون في ملذات الدنيا وكأننا أخذنا عهدا بدخول الجنة.

وأيضا أنا وأنت وأنتِ نحرص أشد الحرص على منازلنا وتجهيز غرفنا بأحسن الأثاث ولم نلتفت إلى المنزل الحقيقي فهو حفرة ضيقة يحتاج توسعة ومظلم يحتاج إنارة.

وأيضا نحن في السفر وفي النزل نحتاج إلى أصحاب لمرافقتنا فالسفر بدون رفقة موحش والمنزل إذا كان خالي يعتبر جحيم لذلك نجد الكل يحرص على السفر مع أهله وأصحابه والسكن معهم.

فهل تفكرت مع من تعيشين في القبر ومن يصاحبك ويكون معك في قبرك وحيدة لا أهل ولا أصحاب تخيلي معي الوضع بالأمس مع أهلي وأحبابي وأولادي واليوم وحيده لاأم لا أب لاأخ لاولد ..

وبالأمس كنت أنام على فراشي الحرير اتوسد المخدة الناعمة والفرش النظيفة بعد أن تأكدت أن غرفتي نظيفة من الحشرات واليوم أنا أتوسد التراب وأنام مع الحشرات ولا أستطيع الفرار منها .