في زوايا النفس....
تجولت في حدائق النفس لعلي أرتشف من رحيق الأزهار
فوجدت العجب لما رأيت
زوايا مختلفة البناء تختبئ فيها شجون و أنين و آهات قلوب .
فسألتها يا نفس
لما تخبيئنا بين زواياكي هذه الشجون؟
فنظرت لي بحرقة و قالت:
هذه الشجون من مخلفات الأيام
أرست أثقالها و بنت قواعدها في زواياي
فأصبحت بناء منيعا محصنا ضد النور

إنظري إلى نفوس البشر
هل من أحد لا يخبئ في أعماقه زوايا مختلفة البناء :
هناك من يبتسم للحياة و في نفسه زوايا من الحزن و الألم
لفقدان الأشياء الجميلة التي تمده بقوة البقاء لمواجهة الحياة.
هناك من يعطي الأمل لليائس و في نفسه زوايا من الحرمان تأن من الوجع و الوحدة و قساوة البشر.
هناك من يدعي السعادة و في نفسه زوايا من الحطام الأسود خلفته خيبات الأمل و خيانة من حولنا.
هناك من يدعي محبة الخير و في نفسه زوايا من النفاق تملئ قلبه و تأكله من حسده و حقده.
هناك من يدعي الصدق في الأقوال و الأعمال و في نفسه زوايا من الجبن لمواجهة الحقيقة.

و هناك..و هناك... و هناك

فقلت لها بشريني هل من زوايا أخرى في النفس تشجعني على هذه الحياة
فتبسمت هذه المرة و قالت:
هي زاوية واحدة تقطن فيها قوة واحدة تبث شذى وجودها لكل البشر و تهدم كل الأبنية التي بنتها رواسب الحياة العاجزة
. إنها زاوية يشرق منها ضياء الإيمان بالله و عظمته. و كلما اقتربنا من هذه الزاوية أضيئ وجودنا و لمعت أعمالنا.
و واجهنا أعاصير الحياة بعزيمة قوية و سطع عندنا الأمل ببناء الحياة و إعمارها.

مع خالص الود