انه القمر الذي يتغنى الأدباء والشعراء بوجهه الجميل
له وجه آخر
هذا الوجه يتعلق بالجريمة
حيث يقال: إن الجاذبية القمرية تؤثر في الانسان.


فموجات المد والجزر الناتجة عن حركة القمر تؤثر في سلوكنا البشري
فتسبب تغييرات في مزاج الانسان وفي انحرافات خطيرة خاصة عند الاشخاص غير المتزنين من البشر
وتغييرات مختلفة عند النساء والرجال.
ولقد أثبتت الأبحاث أن النزيف الدموي عند المريض يصبح أكثر كثافة خلال الربع الأخير من دورة القمر
وبعض الجراحين لايقومون بعملياتهم الجراحية في الدورة القمرية الأخيرة.
وأقصد بالدورة القمرية هي تقسيم القمر الى أربع مراحل: القمر الوليد والربع الأول والبدر والربع الأخير،
وكل مرحلة من هذه المراحل تؤثر على الكائنات الحية وهناك علاقة وثيقة بين أوجه القمر والجريمة
وتبين دراسة قام بها «قسم البحوث في الجرائم» في لندن
أن 37 جناية من أصل 62 وقعت في الليل عندما كان القمر بدراً و18 عندما كان وليداً.
وقد أكد ديلفردفاوس المفتش في البوليس الأميركي أن أكثر الجرائم في الليل تحدث عندما يصبح القمر بدراً.

وهناك علاقة وثيقة بين اكتمال القمر وحالات الفصام والاكتئاب العقلي
فارتفاع نسبة «السيراتونين» في الدم وهو المسؤول عن الاكتئاب ،
وتصلب الشرايين ترتفع نسبياً مع اكتمال نمو القمر في دم الانسان فتخلق حالة من عدم التوازن
ولكن ماهو التفسير العلمي لكل هذه التأثيرات؟

‏

لقد تعددت الآراء حول تفسير العلاقة بين القمر والجريمة
فالبعض يرى أن ضوء القمر يستفز من لديهم دوافع إجرامية حيث يُحدث مجالاً للجاذبية
تؤثر في النفس البشرية فجاذبية الضوء تدفع الحالة النفسية السيئة والمزاج المنحرف الى إلحاق الأذى بالآخرين. ‏

والبعض الآخر تحدث عن تأثير مغناطيسي وتأثير كيميائي للقمر
فالتأثير المغناطيسي يكون على المجال المغناطيسي والكهربائي للمخ
فيسبب عطلاً يظهر بشكل اضطرابات نفسية تكون سبباً وراء الجريمة
أما الكيميائي فيعمل في كيمياء الجسم وهرموناته ما يسبب بعض التغيرات،

والتأثير النفسي يختلف من إنسان لآخر فالبعض يرتاح لرؤية القمر بدراً لاعتقاده بتأثير القمر فيه،
وقد عزا العالم الانكليزي البيولوجي «درموند موريس» إلى أن الجنون القمري كان أزلياً وقديماً منذ أن سكن الانسان الكهوف .......


ولكن يبقى القمر بكل أحواله مصدراً للسحر والالهام على مر الزمان.