![]() |
يوميات صائم - تزكية النفوس 23 - نظافة القلب وسلامته
تزكية النفس ( 23 ) مما يجب أن تتحلّى به النفس: نظافة القلب وسلامته فإنّ ذلك راحة له واطمئنان ، وعدم إشغاله بما لا فائدة فيه ، فإنّ القلب الذي به علّة فصاحبه مشغول بعلّته وواجب الاهتمام بما يصلح القلب فعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ) متفق عليه ويتفقده صاحبه بين الفينة والأخرى ، فإن شعر بأن به مرضاً يهدده فليتدارك ، وليطلب العلاج قبل أن يستفحل ويزداد المرض فقد يصل بصاحبه لدرجة الموت ونظيف القلب من الأمراض المهلكة دائماً تجده سعيداً مرتاح البال يحب للآخرين ما يحب لنفسه ، بل ويدافع عنهم إذا أوذوا ، فليس له اشتغال بذم الآخرين أو عيبهم أو الوقوع في أعراضهم ويظهر هذا حتى على ظاهره ، فيعلو محياه البشر والفرح والسرور بلقيا محبيه وأصدقائه ، بل لهم في باطنه أكثر مما يعلوا على ظاهره من المحبة والأخوّة ، ولهذا تجد الناس يعرفون ذلك من واقع بعضهم فيقولون : فلان سليم القلب لا يحمل حقداً ولا بغضاً على أحد ، ولذا تجد له من الهيبة والجلال والمحبة في قلوبهم ما لا يخفى بل إنّ سليم القلب يتعدّى أثره وبركته حتى مع أعدائه من المسلمين فهو يعفو ويصفح عنهم ، ولا يتطلب عثراتهم ، بل يفرحه ما يفرحهم من الخير ، ويحزنه ما يحزنهم ولذا اقر أعداء شيخ الإسلام له بهذا ، واعترفوا له بالغلبة عليهم ، وكان يواسيهم ويواسي عيالهم حتى بعد موتهم والمقصد من ذلك هو خلوّ القلب من كل ما يكدّر صفوه ، والإنشغال بعد ذلك بعبادة الله وطاعته وشكره والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
الساعة الآن 09:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ومنتديات حاسبكو 1431هـ/1432هـ