تزكية النفس ( 13 )
مما يجب أن تنفر منه النفس: اللّواط
وهي جريمة منكرة ، تتقزّز منها النفوس السليمة ، إذ أنها تأباها البهائم والعجماوات فكيف بالإنسان ؟
وإذا خذل الإنسان نفسه ووقع في هذه الخطيئة فإنه بذلك يعرّض نفسه للعنة الجبار جلّ جلاله
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( ... لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثًا )
يقول الشيخ الجار الله ( ويلتحق بالزنا في العذاب والفضيحة والعار في الدنيا والآخرة بل هو أشنع منه ، عمل قوم لوط وهو إتيان الذكران من العالمين في أدبارهم ، فالواقع بالزنا واللواط مجرم فاسق ظالم خبيث متعد لحدود الله ، وإذا أنكر تحريمه فهو كافر بالله العظيم إلا أن يتوب فمن تاب تاب الله عليه )
ويقول الإمام ابن النحّاس في تنبيه الغافلين ( واعلم أن الله سبحانه لم يجمع على أمة من الأمم من أنواع العقوبات ما جمع على اللوطية ، فإنه سبحانه
1-طمس أبصارهم
2-وسوّد وجوههم
3-وأمر جبريل عليه السلام أن يقتلع قراهم من أصلها ثم يقلبها عليهم فجعل عاليها سافلها
4-ثم خسف بهم
5-ثم أمطر عليهم حجارة من السماء
وذلك لشدة مفسدة هذا الذنب العظيم وفحشه وقبحه وشدة غضب الله على أهله ومقته لهم ،
وقد أجمع الصحابة على قتل فاعله ، وتنوّعت آراؤهم في كيفية قتله ،
فالبعض منهم يرى حرقه بالنار ، وبعضهم يرى أن ينظر إلى أعلى بناية في القرية ثم يلقى منها ثم يرمى بالحجارة ، وبعضهم يرى الرجم )
والأبناء مسؤولية آبائهم في تحذيرهم من هذه الخطيئة ، وتربيتهم على الرجولة ، وتحذيرهم من الرفقة السيئة
فالواجب على النفس الفرار من هذه الخطيئة المنكرة
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .