العودة   منتديات حاسبكو المتخصصة بمادة الحاسب الآلي > حاسبكو المتنوع > المنتدى الاسلامي العام

الملاحظات

المنتدى الاسلامي العام قسم يهتم بجوانب الشريعه على مذهب اهل السنه والجماعه وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابة وعظماء التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-23-2007, 03:27 AM   #1
ata
مشرف حاسبكو الدروات الدريبية
 
الصورة الرمزية ata

الموقع :  في فضاء الحرية
ata حاسبكو نشيط
ata غير متصل
افتراضي قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


سأنقل لكم في هذا الموضوع بشكل يوم .. قصص مؤثرة .. تصلني عبر الجوال يوميا عن طريق جوال بيوت مطمئنة الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور عادل العبدالجبار ..

طبعا وصلتني الأيام الماضية مجموعة قصص اخترت لكم هذه القصة .. وسأزودكم بالجديد ...

(( دعواتكم للدكتور عادل ,, ولكل القائمين على جوال بيوت مطمئنه ,, بسعادة الدارين ..... ))


أترككم مع القصة ...


" دموع حارة "..................


فصول قصتي مؤلمة جدا .. وكانت بالضبط قبل ساعتين ونصف .. والدليل أن رائحة .. ما يعطر به الميت من المسك لا تزال لصيقة بجسدي وثيابي سامحوني السطور المقبلة .. مؤلمة .. ولكن أرجو أن تكون عباراتها .. فيها من العبرة ... والقصة ساخنة وعوالقها حديثة لدرجة أن تراب المقبرة لا يزال بقدمي ورائحة الميت لا تزال في ثيابي .. وصورته فيما ستقرؤون أمام عيني ..قولوها وكرروها : لا إله إلا الله .. سافرت للمدينة النبوية وكان لقائي الأخير به – رحمه الله – قبل شهرين ودعته كعادتي .. وداع عائد .. وفرق بين وداع العائد ووداع المودع .. ولم أظن ولا لحظة أنه سأودعه هذه المرة ولن أراه إلا وهو مسجى .. في مغسلة الأموات .. !! أبو أحمد .. رحمه الله رجل عرفه من حوله في العمل الخيري .. حبيب كثير الابتسامة لطيف الدعابة .. كبير نوعا ما تجاوز الخمس والأربعين .. حسب كلام بعض الإخوة .. مصري الجنسية .. يعمل في المملكة في أحد مؤسساتها الخيرية براتب دون المتواضع .. وله أسرة .. أكبر أبنائه جامعي .. وعنده صغار في السن .. بنين وبنات .. كم نحبه .. ؟؟ ونحب داعبته ؟؟ كان جبلا رغم مشاكله التي يصعب على أقرانه تحملها ... كان حالته المادية غير جيدة ... وفوق هذا أحد زملائه في العمل .. أرد الزواج .. فدعمه بملغ لا يصدر ممن مثله وفي وضعه المادي ..
آخر حوار كان بيني وبينه .. وكان يقنعني بالزواج ؟؟ كان مهذبا في حواره كثيرا ... ولا يتشنج .. كان رائعا .. وكلماته مضيئة .. وله معي وقفات طريفة .. نزل من عيني دمعها من شدة الضحك .. رحمه الله لعلكم الآن ولو شيئا بسيطا أدركتم ..؟؟ ماذا يعني لنا العم أبو أحمد ؟؟ عدت من المدينة النبوية لأهلي .. وسلمت على لأحباب كلهم في المؤسسة الخيرية .. وافتقدت أبا أحمد – رحمه الله – لأني أحبه وكان رحمه الله يقول والله يا أخي إذا جيت تعود لنا البسمة والفرفشة .. وتغير علينا الجو الروتيني .. !! آه رحمك الله .. هذا الكلام السابق من عودتي قبل يومين وإذا برسالة تأتيني أمس الجمعة .. هذا نصها – تعيشون معي الفصول كما هي – أخوكم أبو أحمد رفيقنا في المؤسسة يطلبكم السماح فقد توفي اليوم بعد المغرب وستحدد عليه الصلاة لاحقا


إنا لله وإنا إليه راجعون . المرسل أبو معاذ ( مدير المؤسسة التي يعمل فيها المتوفى ) تخيلوا معي .. وفي لحظات أنت تترقب فيها رؤية أكثر الناس أنت شوقا إليه .. ويأتيك خبر وفاته !! بقيت فترة طويلة وأنا لم أصدق هذا .. من الدهشة لا أدري .. ! نمت بين المصدق والمكذب .. وجاء يومنا هذا السبت .. وذهبت للمؤسسة التي يعمل فيها المتوفى .. قابلت الإخوة وقد خيم عليهم الحزن .. ومررت مرورا غير مقصود بأحد المكاتب لأجد ... مكتب ( أبا أحمد ) خاااااالي !! لم يداوم ذلك اليوم .. فدوامه اليوم عند أرحم الراحمين .. لا إله إلا الله ... محمد رسول الله .. رحمك الله يا أبا أحمد . في أثناء وجودي هناك وإذا بأحد الزملاء يسألني .. قال تريد تراه ؟؟!! قلت نعم ولكن كيف ؟؟ قال : تعال معي نذهب للمغسلة – مغسلة الأموات – ؟... فهم يغسلونه الآن ؟؟ قفزت للسيارة أريد رؤيته .. ؟؟ وانطلقنا لمغسلة الأموات التي سنكون أنا وأنت في أحد الأيام ضيوفها ..

فلا إله إلا الله .. فعلا وعلى عجل ... إذا نحن عند مغسلة الأموات ... لم أتوقع أني سأقابلك يا أبا أحمد وأنا عائد من سفري .. هنا .. في مغسلة الأموات ... !! عزيت من وجد من إخوانه .. وقلت وين أبو أحمد ؟ قالوا اسحب سلك الباب وادخل ... !! نظرت إلى باب المغسلة .. ولأول مرة في حياتي أدخل مغسلة أموات ..فضلا عن رؤية ميت يغسل أمامي كان الأمر مرعبا نوعا ما ..؟؟ وأعظم من ذلك الرعب كان حزينا .. دخلت ما بين مدهوش وخائف .. ومودع يودع حبيبه .. ستار أمامي من أعلى السقف إلى القريب من الأرض من ثلاث واجهات وهو الذي يفصل بيني وبينه رحمه الله وإذا بآيات القرآن تعلو تلك الأجواء الإيمانية من رؤية حقيقة الإنسان .. وأن ينظر الحي هناك لمرحلة سيصلها حتما ويقينا .. والمسألة بينه وبين ذلك الموضع .. مسألة وقت سينتهي قريبا .. ذهبت من خلف الستار .. لأرى اثنين قد اجتمعوا على الحبيب أبا أحمد .. وقد وضعوه على شقه الأيمن ... يريقون عليه الماء .. آآآه يا أبا أحمد ... أتعرف – أخي القارئ – ما معنى أن ترى حبيبا لك .. وهو ميت قد تجمدت أطرافه في ثلاجة الموتى .. قد تجمدت نظراته .. ملامح وجه .. تعلو لحيته كرات من الثلج بقية .. من الثلاجة .. على محياه ابتسامه .. !! مغمض العينين .. كم تمنيت أن أراه ..؟؟ وهو يبتسم لي ليتني أظفر منه بكلمة بنظرة ... ولكن هيهات .. تضاربت مشاعر معرفتي لمصيري .. بشغلي بفقده ..غسلوه .. وكان بجواري ولده الجامعي ( أحمد ) ينظر لوالده .. بين المصدق والمكذب .. لم يبك .. ولم تنزل من عينه قطرة .. تدرون لماذا ؟؟ من شدة الموقف .. لا يدري ماذا يصنع ؟؟ يرى الناس تقلب والده ويغسلونه وهو لا يري فقط ينظر لوالده ..؟؟ حالته جدا محزنة احتضنته وعزيته ... قال : جزاك الله خير .. وعاد في صمته .. آآآآه .. تلاوة القرآن ترفع .. بصوت القارئ المحيسني .. بصوت خاشع .. كان تزيد التأثر كثيرا والله المستعان .. كفنوا حبيبي أمام عيني .. وحملته مع من حمله .. إلى الجامع لنصلي عليه بعد صلاة الظهر .. المهم .. فعلا .. وكان الموقف المؤثر الآخر .. كبرت لسنة الظهر وصليت ولما انتهيت .. نظرت عن يميني في الصف الذي أمامي لأجد من ؟؟ عبد الله ... من هو عبد الله ؟؟ يدرس في الصف الرابع الابتدائي ... والمحزن أكثر أنه ... ابن المتوفى الصغير ( آخر العنقود ) .. وابنه الأصغر .. والذي حظي من والده رحمه الله بالدلال المضاعف والدلع الكثير .. جالس بين الناس .. ضعيف حالته محزنه .. كأنه يظن أنه في حلم .. ينظر يمينا وشمالا للمصلين وأحيانا ينظر إلى جنازة والده .. أحزنني كثيرا ... كدت أبكي حينما رأيته صلينا وانطلقنا مع والده ... نحمله نحو المقبرة .. للشهادة والأمانة .. كانت جنازته مسرعة جدا ... لا أدري كيف هذا ؟؟ حملنا حبيبنا ... ولم يستطع ابنه الكبير حمله فهو يحتاج لمن يحمله .. تخيلوا ابنه الجامعي لا يتكلم .. فقط ينظر .. للجنازة .. أما ابنه الصغير فليس عنده من يجبر خاطره .. يبكي لوحده .. ولوحده .. لا يجد من يحضنه .. تخيلوا يسير مع الناس يريد أن يحمل جنازة والده .. ولكنه صغير والجنازة ثقيلة وعالية .. يجري ولا يدري .. كيف يلامس جسد والده ... أتشعرون معي لمرارة الحرمان ؟؟ وأحيانا هذا يدفعه .. وهذا ربما ينهره .. لا يعرفون أنه ابن المتوفى ..

كأنه تائه .. !! موقف لا يتحمله الكبير فضلا عن هذا الطفل .. لا إله إلا الله .. انشغلت عن أبي أحمد .. برؤية هذا الطفل وأخوه الكبير .. وصلنا للقبر ... ووضعنا الجنازة وأدخلها الموجودين .. وابنه سااااكت وعينه مدهوشه .. أما فتحة القبر ... وأخوه الصغير ينظر ممسكا بأخيه ويبكي .. !! لا إله إلا الله .. دفناه ودعينا له .. وذهب ابنه من بيننا يهادى بين الناس لا يدري ماذا يفعل هل هو فوق الأرض ؟؟ نظراته نظرات المفجوع ..تصرفاته غير طبيعية .. من هو المنظر .. وأما الصغير فهو ذهب بين الناس كالغريب ... ودع والده ..

وذاق من ألم الحرمان في الساعات الماضية ما يكفيه ... مما هو مقبل عليه من حرمان ... وشراسة الحياة ..
لا إله إلا الله .. المهم .. ودعنا الجميع وعزينا الجميع .. ذهبنا لحياتنا وتركنا حبيبنا تحت أطباق الثرى ..
رحمك الله أبا أحمد .. ويرحمني ربي إن صرت مكانك وثبتني وإياك .. وكل من يقرأ هذه الرسالة والمسلمين والمسلمات .. وداعا أبا أحمد
........................


"جوال بيوت مطمئنة"
"قصة لم تسمع بها "
أرسل رسالة فارغة إلى الرقم 88503
إشراف د.عادل العبد الجبار



غدا .... أنقل لكم قصة واقعية مؤثرة أخرى ,,,,
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-23-2007, 03:38 AM   #2
دفء المشاعر
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دفء المشاعر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله الخير والعافيه

وجعله في ميزان حسناتك

موضوع فعلا يستحق التثبيت
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-23-2007, 03:44 AM   #3
دفء المشاعر
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دفء المشاعر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

مع الاسف لم استطع اكمال قرات القصه
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 03:45 PM   #4
نبض الخواطر
 
الصورة الرمزية نبض الخواطر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله خير استاذ عبدالله
وجعل ذلك في ميزان حسناتك ..
حفظك الله
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 03:54 PM   #5
عضو شرف
 
الصورة الرمزية stn555
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله خيرا يا اخي عبدالله على هالقصة ............وبانتظار الجديد
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 04:22 PM   #6
اللهم الفردوس
 
الصورة الرمزية اللهم الفردوس
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

قصه مؤثره جدا
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 06:50 PM   #7
ata
مشرف حاسبكو الدروات الدريبية
 
الصورة الرمزية ata

الموقع :  في فضاء الحرية
ata حاسبكو نشيط
ata غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

كل الشكر لكم جميعا ...........

اللهم انفع بي وبهم ........

القصة الثانية ....



"غرفة الحسناء"


وجبَ قلبُه ، وتصاعدَ نفسُه ، واحتمى جسمُه، وتجافى جنبُه...وسهدتْ عينُه...! فطفقَ يطوفُ حولَ سريرِه!!ويحومُ في غرفتِه!! مستثقلا دقائقَ الليلِ وساعاتِه ...!!! كأنّ الليلَ قدْ غرسَ قواعدَه في قلبِه ، وأقامَ قصرَه على صدرِه ! فلنْ يتقدمَ ولن يتأخرَ! فوقفَ فجأةً وسطَ دارِه! وحدَّ نظرةً شاردةً إلى النافذةِ وأخذَ يقولُ لنفسِه بضعفٍ وحزنٍ : كمْ عذبتْ قلبي بصدّها ! كمْ قرحتْ أجفاني بتمنعِها !

كمْ فتتْ كبدي بهجرانِها ! أخيرًا ابتسمتْ! وقالتْ موعدُنا الليلةَ إذا مالَ ميزانُها، وقرتْ العيونُ،واطمأنتِ الجنوبُ..!! أخيرًا ضربتْ لي موعدًا وتهيأتْ..!! فازدادَ خفقانُ قلبِه ووجيبُه! حتى أوشكَ أن ينخلعُ!فما احتملتْه رجلاه، فوقعَ على حاشيةِ سريرِه، وشخصَ ببصرِه إلى ضوءِ المصباحِ المرتعدِ وقالَ: تبا لكَ أيها الحبّ! قد هددتَ جسمي، وثقبتَ قلبي، وكدرتني بنومي، ونغصتني بطعامي، وشرقتني بمائي ! تبا لكَ أيها الحبّ! قدْ جعلتني مدلّه العقلِ، حائرَ الفكرِ،يستصغرني نابهُ الصبيانِ! ويتنقصني صغيرُ الناسِ! فتنهدَ..!! وامتلأ وجهه دما من الهمِ، والقلقِ، والحزنِ، والأرقِ، فنفثَ نفثةَ مصدورٍ ، أطفأتِ المصباحَ، وجللتِ الغرفةَ بالسوادِ..!! فاعتدلَ وتململَ واضطربَ،حتى جفَّ ريقُه فشرقتْ عينيه بالدموعِ! وقالَ: ما كنتُ أعلمُ أنّ نظرةً تلصقُ شغفَها بأحشائي ! وأنّ كلمةً تخيطُ عشقَها بجوفي! إنّ في صدري منها لأحرّ من الجمرِ !


آآآآآه..! حبُّها وطلبها ، يتضاعفُ ولا يضعفُ !! ثمّ قامَ على طولِه..!! وقالَ بوجلٍ :ولكنْ من قال أنّها من طلابِ الوصلِ،التي تريدُ كمالَ الأماني ومنتهى الأراجي؟! ربما يكونُ وعدُها هذا وعيدًا وكمينا دنيئا!! ربما تريدُ إذاعةَ أمري، وفضيحتي ، لتفوزَ بالعفةِ والشرفِ، والدرجةِ السريةِ عندَ الناسِ..!! فأُرْعشَ وانتشرَ في أضلاعِه الخوفُ!! وصرخَ: لا ...لا...لا..!!! أنا لمْ أخنها بالغيبِ ! أنا أحبُّها بكلِّ أجزاءِ قلبي !! وكنتُ وفيا لها أحجبُ نفسي عن غيرِها !! أتخونني بعدَ كلِّ هذا الإخلاصِ !!! فشهقَ شهقةً وسقطَ! وجعلَ يبكي...ويبكي ويبكي... حتى ارتوى ما تحتَه!! فلما انساحتْ فضةُ القمرِ إلى بطنِ دارِه انتبهَ..!!


وتنفسَ الصعداءَ..!!فقصدَ الماءَ ، وغسلَ وجهه، ثم بدلَ أثوابَه، وتطيبَ وتبخرَ، وسرى يؤمُ دارَها، ويقصدُ بيتَها، وأجفانُه شرقةٌ، وصدرُه ملتهبٌ ،وأحشاؤه متقدةٌ! وكلما دنا تضاعفَ شوقُه وألمه! يقربُ الشوقُ دارا وهي نازحةٌ =من عالجَ الشوقَ لم يستبعدِ الدارَ! ثم فترتْ همتُه..! فقدْ اخترقَ الوجلُ حجابَ قلبُه..!! وتمتمَ بكلماتٍ : وإنْ أوجسَ أحدٌ منّا خيفةً...!! ، أو وقعَ بصرُ الشُّرطِ علينا..!! إنِ استيقظَ سيدُها..!! ، أو أحدُ جيرانِها..!! إنْ ارتابَ مخلوقٌ من دخولي...!! أو تنبه أهلُّ الحي لمجيئي..!! إنْ صرختْ..!! أو استغاثتْ..!! فأخذته الهواجسُ واسودّ وجهه وصاحَ : لا ...لا...لا..!!! هي ليستْ خائنةً غادرةً..!! هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!!هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!! هي...فجثا...هي...!! وبكى... وبكى... وبكي...!!! ثم جاهدَ نفسَه! وزجرَ وساوسَه التي أسقمته وأذلته!


فأخذَ في سيرِه حتى وصلَ بعد أُمّةٍ، وأخذَ يلاحظُ ويراقبُ منزلَها، فخفقَ قلبُه وعاودتُه همومُه وأسقامُه وأشواقُه، وكفَّ عينيه عن البكاءِ..! وتفاءَل باللقاءِ.. وبنعيمِ النفسِ، وبقرةِ العينِ حتى سكنتْ روحه وقالَ: أأعتلي حائطَها وأتسورُ جدارَها ؟! أم أعالجُ البابَ وألجه؟! كم أنا مأفونٌ لم أُدر الرأي في الدخولِ! ولم أوصها بتركِ البابِ مفتوحًا..!! ثم عزمَ واستجمعَ أمرَه، على التسورِ والتسلقِ ثم التدلي من خلالِ نافذتِها..!! فتشبثَ بالحائطِ، وأخذ بالتسورِ، حتى أطلّ على غرفتِها...!! فلما وقعَ بصرُه عليها، تحادرتْ دموعُه فبللتْ ثيابَه..!! فأخذَ حصاةً بيدِه المرتعشةِ، ورجمَ النافذةَ ، فما هي إلا دقائقٌ حتى رأى ضوءَ المصباحِ يعمُ أجوازَ الغرفةِ، وعَرفَ الطيبِ يُفغمُ خياشيمَه! فرجفتْ أطرافُه، واختلتْ! وكادَ أن يسقطَ على هامتِه...!! وبينا هو كذلك ! إذْ سمعَ صوتا خافتا..!! لم يتبينهُ في صدرِ الأمرِ، لكنْ علمَ أنّه تلاوةٌ نديةٌ لقائمٍ يصلي، في هذا الليلِ البهيمِ، فلمْ يحفلْ ولمْ يصغِ، لأنّه اعتادَ السماعَ في الليالي التي يخرجُ فيها للسرقةِ أو لقطعِ الطريقِ...!!


فلما همّ بالتدلي من نافذةِ الغرفةِ..!! تبينَ في أذنه تلاوةُ هذا القارئ، فأصغى فإذا فيها : ....غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ آمين... قالَ : هذهِ سورةُ الفاتحة!! _ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" ...للهِ هذا الصوتُ ما أجملَه !!! فأخذهُ جمالُ الصوتِ، وحسنُ الترتيلِ، فاستمعَ بكلِّ حواسِه،حتى وصلَ القارئ ُ إلى قولِه تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " فاهتزتْ نفسُه..!! وكأنّ هذا الخطابَ وجهَ إليه..!! ودخلتْ هذهِ الآياتُ الكريماتُ حجابَ قلبِه و غلافَ تفكيرِه.!! وملأتْ نفسَه وجوانحَه...!! فكأنّه تنبَه من سِنةٍ...!! فألقى الشيطانُ في قلبِه : لا تكنْ مأفونًا ذا أذنٍ سميعةٍ..! فالعشيقةُ قدْ تهيأتْ وتجملتْ..!! ولم يبقَ إلا شفًى... فتلتقيانِ وتنسيانِ... الأنكادَ والأكدارَ...!! هيّا ...هيا ...انظرْ إلى غرفتِها إنّها مضاءةٌ ... إنّها في الداخلِ...!! فنظرَ...!! فتذكرَ حبّه لها وشغفَه بها، وأنّه قدْ أفنى وقتَه وصحتَه، من أجلِ أن يحظى بهذهِ اللُّبثةِ..!! وبهذهِ الساعةِ...!! _ هيّا... هيا... اللهُ توابٌ رحيمٌ...هذهِ المرةُ فقط...ولنْ يضيركَ شيءٌ...اعلمْ أنّ زهدكَ لن يفيدَك وأنتَ صاحبُ لغوٍ وعبثٍ وخرافةٍ!!ولن تنقلبَ بسببِه من عاصٍ إلى عابدٍ..!!


إنّ الذي ستجنيه هو الفواتُ والضياعُ...!!! فنازعته أهواؤه واختلّ توازنه وخالجته الحيرةُ وأتعبَ قلبه الترددُ فاُنْتُهِبَ منه الصبرُ فصرخَ: _ بلى ياربُّ...! بلى ياربّ...! بلى ياربّ...! فنزلَ متنقصا نفسَه الحيوانية! محتقرا عقلَه الشهواني..!! فأرخى عينيه بالبكاءِ وقالَ: واااه على أيامٍ غافلاتٍ!! لم تزدني شهوتي إلا عطشًا وولعا...!! فكنتُ كمن أراد إخمادَ النارِ بالهشيمِ...!! فتصعدَه الأمرُ وشقّ عليه، فسارعَ إلى البيتِ وهو يرددُ: بلى ياربّ قدْ آنَ! بلى ياربّ قدْ آنَ! بلى ياربّ قدْ آنَ! فتابَ واغتسلَ، واستقبلَ القبلةَ، وأخذَ يناجي ربّه، فانساحتْ نفسُه ، وسكنتْ بلابلُها ! ولما سجدَ شعرَ بجبلٍ كانَ على ظهرِه فبُسّ بسًا! كأنّه غُسلَ بالماءِ والثلجِ! شعرَ بالأمانِ والراحةِ!وبالفرحِ والغبطةِ! أحسّ بالشموخِ والعزةِ! وبالمجدِ والأنفةِ! سجدَ فذاق النعيمَ واللذّةَ! وفرغَ قلبَه من القلقِ والكآبةِ ،وامتلأ بحبّ اللهِ ـ عزّ وجلّ..!! وحبّ رسولِه ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ وتعظيمهما...!!
سجدَ..!! فقالَ عنه التاريخُ : الإمامُ شيخُ الإسلامِ الثقةُ المأمونُ الثبتُ الحجةُ الصدوقُ الزاهدُ العابدُ الصالحُ!
عدّه ابنُ تيميةَ منْ أئمةِ السلفِ ومنْ أكابرِ المشايخِ ! قالَ إبراهيم بن الأشعث : ما رأيتُ أحدا كان اللهُ في صدره أعظمَ من (الفضيلِ) ! وقالَ سفيان بن عيينه : ما رأيتُ أحدا أخوفَ من (الفضيل) وابنه علي! وقالَ إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيتُ أحداً أخوف على نفسه، ولا أرجى للناسِ من (الفضيل). كانت قراءتُه حزينةً، شهيَّةً، بطيئة، مترسِّلة! وقالَ ابنُ المبارك: ما بقى على ظهرِ الأرضِ عندي أفضل من (الفضيلِ)! وقال الذهبي : الإمامُ القدوةُ الثبتُ شيخُ الإسلامِ (أبو علي)!
................................
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 08:29 PM   #8
عضو شرف
 
الصورة الرمزية stn555
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

تشكر اخي عبدالله على القصة الثانية ..........
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 08:37 PM   #9
دفء المشاعر
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دفء المشاعر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله خير

وجعله في ميزان حسناتك
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-25-2007, 09:18 PM   #10
دنيا الأمل
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دنيا الأمل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله الف خير استاذ عبدالله على القصص الرائعه

جعله الله في ميزان حسناتك وكتب لك الاجر
التوقيع :
  رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM.





Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ومنتديات حاسبكو 1431هـ/1432هـ

a.d - i.s.s.w