عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2015, 12:13 PM   #10
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

قيام الناس من القبور


الحمدُ للهِ المبدئِالمعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لاإلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِبالقرآنِ المجيدِ ، والمؤيدِ بالرعبِ والحديدِ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِوصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَكَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ). أمّا بعد :أيُّها الأخوةُ في اللهِ ، فَإنَّ الإيمانَ بالبعثِ والنُّشورِ ، وقيامَالناسِ من القبورِ ،هو أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ ، وقد تكررَ ذلك في القرانِالعَظِيمِ ، وعلى لسانِ النبي المصطفى الكريمِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأَزكى التسليم، تحذيراً لنا وإنذاراً ، لنستعدَ لذلك اليومِ ، بالأعمالِ الصالحةِ (يَوْمَ تَجِدُكُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍتَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُنَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) ، فَمَثِّلْ نفسَكَ وقد بُعِثتَ منقبرِكَ ، مُبهوتاً من شدَّةِ الصاعقةِ ، شاخصَ العينِ نحو النداءِ ، وقد ثارَالخلقُ ثورةً واحدةً ، من القبورِ التي طالَ فيها بلاؤهم ، قد أزعجَهم الرعبُ ،يقولُ تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىرَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)ويقولُ تعالى(خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَالْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) و يقولُ سُبحانه (يَوْمَ يَخْرُجُونَمِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) تفكر فيالخلائِقِ وذُلِهم ، وانكسارِهِم ، واستكانتِهِم ، انتظاراً لما يُقضى عليهم ، منسعادةٍ أو شقاوةٍ ، وأنتَ فيما بينَهُم ، مُنكسرٌ كانكسارِهِم ، متحيرٌ كتحيرِهِم ،فكيفَ حالُكَ وحالُ قلبِكَ هناك ، وقد بُدلتْ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ ،وطُمستِ الشمسُ والقمرُ وأظلمتِ الأرضُ ، واشتبكَ النَّاسُ ، وهم حُفاةٌ عراةٌمشاةٌ ، وزد حمُوا في الموقفِ , شاخصةً أبصارُهُم ، مُنفطرةً قلوبُهُم ، فتأملِ فيطولِ ذلكَ اليومِ ، وشدةِ الانتظارِ فيه , والخجلِ والحياءِ ، من الافتضاحِ ، عندالعرضِ ، على ربِّ الأرضِ والسماءِ , وأنتَ عارٍ مكشوفٌ ذليلٌ ، مُتحيرٌ مبهوتٌ ،وأعْظِمْ بهذه الحالِ فإنَّها عظيمةٌ ، فَاستعِدَّ لذلك اليومِ العظيمِ شأنُهُ ،القاهرِ سلطانُهُ ، القريبِ أوانُهُ يقولُ تعالى ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * {بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ}eوَنَرَاهُ قَرِيباً )ويقولُ المصطفىيومَ ترى السماءَ فيه انفطرتْ ، والكواكبَ من هولِهِ انتثرتْ ، والنجومَ الزواهرَانكدرتْ ، والشمسَ كورتْ والجبالَ سيرتْ ، والعشارَ عطلتْ ، والوحوشَ حشرتْ ،والبحارَ سجرتْ ، والنفوسَ زوجتْ ، والجحيمَ سُعِّرتْ ، والجنةَ أزلفـتْ ، ً ( يومَتَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍلِلْمُكَذِّبِينَ ) لقد وصفَ اللهُ دواهيَ ذلك اليوم ، وأكثرَ من أساميهِ لتقفَبكثرةِ أساميهِ ، على كثرةِ معانيهِ ، فمن أسمائِهِ يومُ القيامةِ ، ويومُ الحسرةِوالندامة ِ ، ويومُ الزلزلةِ ، والواقعةِ ، والقارعةِ ، والغاشيةِ ، والراجفةِ ،والحاقةِ ، والصاخةِ ، ويومُ التلاقِ ، ويومُ الجمع ، ويومُ التغابُن ، ويومُالجزاءِ ، ويومُ الوعيدِ ، ويومُ العرضِ ، ويومُ الفصلِ ، ويومُ الدِّينِ ، ويومُالنُّشورِ ، فالويلُ كلَّ الويلِ للغافلينَ ، يُرسلُ اللهُ لَهُم سيدَ المرسليَن ،ويُنزلُ عليهِ الكتابَ المبينَ ، ويخبرُهُم بالصِّفَاتِ من نعوتِ يومِ الدينِ ،ويقول ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) ثُمَّ يقول ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر ُ) ولكن النَّاس كما قال تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون *مَا يَأْتِيهِمْمِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْيَلْعَبُونَ*لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)ثم انظرْ كيفَ يساقونَ بعد البعثِ والنشورِ ،حفاةً عراةً غرلاً ، على أرضِ المحشرِ ، أرضٍ بيضاءٍ ( قَاعاً صَفْصَفاً لا تَرَىفِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) يقولُ عليه الصلاةُ والسلام ُ، { يُحشرُ الناسُ يومَالقيامةِ ، على أرضٍ بيضاءٍ عفراءٍ ، أي أن بياضَها غيرُ ناصعٍ ، عفراءٍ كقرصِالنقيِ ، ليس فيها معلمٌ لأحدٍ } رواه البخاريُ وعن قتادةَ عن انسٍ رضي الله عنهما، أن رجلاً قال يا نبيَ اللهِ كيف يُحشرُ الكافرُ على وجهِهِ ؟ قال : أليس َالذيأمشاهُ على الرجلينِ في الدُّنيا ، قادراً على أن يمشيَهُ على وجهِهِ يومَ القيامةِ؟ قال قتادةُ [ بلى وعزةِ ربِنا ] وذلك قولُ اللهِ عز وجل ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُكُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ) فشتانَ بينَ من يَفِدُون ركباناً ، إلىجناتِ النَّعيمِ ، ورحمةِ الرحمنِ الرحيمِ ، وبين من يُسحَبُونَ سبحاً ، إلى نارِالجحيمِ ونكالِها الأليمِ ، وعذابِها المُقيمِ يقولُ تعالى ( يَوْمَ نَحْشُرُالْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَوِرْداً) قالَ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: وفداً ركباناً ، وقال عليُ بنُ أبيطالبٍ رضي اللهُ عنه ،ما يُحشرونَ واللهِ على أرجلِهِم ، ولكنْ على نوقٍ رحالُهاالذهبُ ، ونجائبٍ سُرُجُها يواقيتٌ ، إن هَمّوا بها سارتْ ، وإن هَمّوا بها طارتْوقولُهُ ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً) أي عطشا ، قد انقطعتْأعناقُهُم من العطشِ ، ولكنهم لا يَرِيدون إلى مَاءٍ ، بل إلى جهنّمَ وجَحِيمِها ،ومُهْلِها وحَمِيمِها ، فسبحانَ الحَكِيمِ العَلِيم ،كانوا في الدنيا على السّواءِ، يُرزقونَ ويسيرونَ ، ويذهبونَ ويجيئونَ ، وهكذا الدُنيا ، يؤتِيها اللهُ من يحبُومن لا يحبُ ، فلما جاءَهم الموتُ ، عرفَ كلٌّ مِنهُم سبيلَهُ ، واتضحَ له مقيلَهُ،
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم .
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتوالذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبوخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون





الحمد لله علىإحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لاشريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلىرضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً :يقولُاللهُ سبحانهُ وتعالى ، واعظاً ومُذكراً بموقفٍ من مواقفِ الإنسانِ ، يومَ القيامةِ ( يُنَبَّأُ الْأِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) ويقولُ سبحانه (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) ويقولُ جل في علاه ( إِنَّا نَحْنُنُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍفِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِeأَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) ويقولُ المصطفىتَبَارَكَ وَتَعَالَى في الحديثِ القدسيِ أَنَّهُ قَالَ [يَا عِبَادِى إِنَّمَاهِىَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَخَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّنَفْسَهُ] رواه مسلمٌ ، أيها الإخوةُ في اللهِ ، ما منا والحمدُ اللهِ من أحدٍ ،إلا ويؤمنُ بملاقاةِ الحسابِ ، ومسكِ الكتابِ ، ووضعِ الموازينِ ، بين يدي أحكمِالحاكمينَ ، ويُؤمنُ بقولِ اللهِ سبحانه وتعالى ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُطَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُمَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَحَسِيباً) فماذاكان لهذا الإيمانِ في نفوسِنا من أثرٍ ؟ أهو الاستعدادُ والتهيؤُ ؟ أم هو التسويفُوالتفريطُ والإهمالُ ؟حتى يؤخذَ أحدُنا على غِرّةٍ ، فيندمُ حين لا ينفعُهُ الندمُ، ويبكي حين لا ينفعُهُ البكاءُ ، ويتحسرُ حين لا ينفعُهُ التحسرُ ؟ اللهم ارحمْضعفنا ، وتول أمرنا ، اللهم نبّه غافِلنا ، ومُن علينا بالإستعداد الّذي نفرَحُ بهِيوم نُلاقيك ،وصلي وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنوار ،والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمةالحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعنالتابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ،يا أرح الراحمين ، اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً ، نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِرعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَبعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ من لم تُؤَيّدْهُبعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عنالتعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ،وَأَعِزَّ الإِسْلاَمَوالمُسْلِمِينَ، وأَذِلَ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ، ودمرْ أعداءَكَ أعداءَ الدينِ ،من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الإسلامَ والمسلمين ،اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذاالجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم احفظْ بلادَناوولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّالعالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمينيا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياءمنهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَىعَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُمَاتَصْنَعُون)
التوقيع :
  رد مع اقتباس