عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2015, 09:17 AM   #6
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

خطبة بعنوان / مِنْ حُقُوْقِ الْأَخَوَاتِ عَلَى إِخْوَانِهِنَّ
الخطبة الأولى :
لك الحمد يا ربنا عَلَى مَا خَلَقَت وَهَدَيت ، وَنَشْكُرُك عَلَى مَا مَنَحَت وَأَعْطَيت ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ وَنشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاً عَبْدُك وَرَسُوْلُك؛ كَانَ أَتْقَى الْنَّاسِ لِرَبِّهِ، وَأَنْصَحُهُمْ لِخَلْقِهِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِرَحِمِهِ ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِنِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَىْ وَأَطِيْعُوْهُ، وَعَظِّمُوا حَقَّ الْرَّحِمِ كَمَا عَظَّمَهَا اللهُ تَعَالَى .
أَيُّهَا الْنَّاسُ: لِلْعَلَاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْرَّوَابِطِ الْأُسَرِيَّةِ فِيْ الْإِسْلَامِ مَقَامٌ عَظِيْمٌ، وَعِنَايَةٌ كَبِيْرَةٌ، وَمِنْ أَوْصَافِ الْنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِيْ وَصِفَتْهُ بِهَا خَدِيْجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِبَّانَ نُزُوْلِ الْوَحْيِّ عَلَيْهِ قَوْلُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:«كَلَّا وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدَاً إِنَّكَ لَتَصِلُ الْرَّحِمَ...»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمِنْ عَظِيْمِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا أَنَّ الْأَمْرَ بِهَا مَقْرُوْنٌ بِالْأَمْرِ بِالْتَّوْحِيْدِ ، كَمَا أَنَّ النَّهْيَ عَنْهَا مَقْرُوْنٌ بِالْنَّهْيِ عَنْ الْشِّرْكِ؛ فَفِيْ الْعَهْدِ المَكِّيِّ وَقَبْلَ أَنْ يَجْهَرَ الْنَّبِيُّ بِالْدَّعْوَةِ، وَمَا آمَنَ بِهِ إِلَّا أَبُوْ بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَ الْنَّبِيُّ أَنَّ اللهَ تَعَالَىْ أَرْسَلَهُ «بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمن الرحم َالْأَخَوَاتُ فَهُن مِنْ أَقْرَبِ الْقَرَابَاتِ، وَهُن أَوْلَى الْنَّاسِ بِالصِّلَةِ بَعْدَ الْآَبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَلَا يَحْجُبُهن فِي الْمِيْرَاثِ إِلَّا الْآَبَاءُ وَالْأَبْنَاءُ. فحديثي إليكم رحمكم الله هو حقوق الأخوات ـ أختك يا عبدالله من الأب أو الأم أو الأخت الشقيقة ,
وَالْأَخَوَاتُ أَضْعَفُ مِنَ الْإِخْوَةِ؛ لِأَنَّ الْذَّكَرَ أَقْوَى مِنَ الْأُنْثَى، فَكَانَ لَهُنَّ مِنَ الْحُقُوْقِ عَلَى إِخْوَانِهِنَّ مَا يُقَوِّي ضَعْفَهُنَّ، وَيُزِيْلُ عَجْزَهُنَّ، وَيُوَفِّرُ الرِّعَايَةَ وَالْحِمَايَةَ لَهُنَّ.

وَالْأَصْلُ أَنَّ الْأُخْتَ تُحِبُّ أَخَاهَا وَتَعَتَزُّ بِهِ، وَتُحِسُّ بِالْأَمْنِ مَعَهُ.. تَرْفَعُ بِهِ رَأْسَهَا، وَتُقَوِّي بِهِ رُكْنَهَا.. تَفْرَحُ لِفَرَحِهِ، وَتَحْزَنُ لِمُصَابِهِ، وَتَبْكِي لِفِرَاقِهِ، وَمَنْ قَرَأَ رَثَاءَ الْخَنْسَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لِأَخِيْهَا صَخْرٍ بَانَ لَهُ مَنْزِلَةُ الْأَخِ فِيْ قَلْبِ أُخْتِهِ.

وَقَدْ تُقَدِّمُ الْأُخْتُ أَخَاهَا فِيْ حَالِ الْخَطَرِ عَلَى زَوْجِهَا وَوَلَدِهَا مِنْ شِدَّةِ مَحَبِّتِهَا لَهُ، وَوَجْدِهَا عَلَيْهِ، وَوَفَائِهَا لِعَهْدِهِ، وَحَفِظِهَا لِعِشْرَتِهِ، وَعَدَمِ نِسْيَانِهَا لِطُفُوْلَتِهِ ؛ كَمَا ذَكَرَ أَهْلُ السِّيَرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِامْرَأَةٍ أَسَرَ فِيْ بَعْضِ حُرُوْبِهِ زَوْجَهَا وَابْنَهَا وَأَخَاهَا:« فقال لها الحجاج اخْتَارِيْ وَاحِدَاً مِنْهُمْ، فَقَالَتْ: الْزَّوْجُ مَوْجُوْدٌ، وَالابْنُ مَوْلُوْدٌ، وَالْأَخُ مَفْقُوْدٌ، أَخْتَارُ الْأَخَ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَفَوْتُ عَنْهم جميعا لَحُسْنِ كَلَامِهَا».
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْأَخِ وَأُخْتِهِ مِنْ رِبَاطٍ إِلَّا أَنَّهُمَا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ حْوَاهُمَا رَحِمٌ وَاحِدٌ، أَوْ رَضَعَا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ حَقِيْقَاً بِحِفْظِ حَقِّهَا، وَوُفُورِ مَوَدَّتِهَا، وَرُسُوْخِ مَكَانَتِهَا، فَكَيْفَ إِذَا اجَتَمَعَ ذَلِكَ كُلُّهُ؟! كما َاشْتَرَكُوا فِي الْطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ، وَتَقَاسَمُوْا الْأَفْرَاحَ وَالْأَحْزَانَ. فَوَالله لَا يَنْسَى العِشْرَةَ فِيْ أَرْوَعِ أَيَّامِ الْعُمُرِ إِلَّا مَنْ امتلئى قلبه بالاحقاد و تربت نفسه على القطيعة و الفساد .
عباد الله : وَلَا يَكَادُ يُوْجَدُ أَحَدٌ مِنَ الْنَّاسِ إِلَّا وَلَهُ أَخَوَاتٌ أَوْ أُخْتٌ عَظِيْمَةٌ تَحِسُّ بِهِ، وَتَتَمَنَّى الْخَيْرَ لَهُ، وَتَسْعَى فِيْمَا يُصْلِحُهُ، وَقَدْ لَا يُحِسُّ بِذَلِكَ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ وَلَا يَنْتَبِهُ لَهُ. لذا جاءت هذه الخطبة ذكرى وتذكير وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ كَانَ وَحِيْدَ أَبَوَيْهِ، وَلَكِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَوَقَعَ لَهُ قِصَّةٌ مَعَ أُخْتِهِ الْشَّيْمَاءَ بِنْتِ الْحَارِثِ حِيْنَ وَقَعَتْ فِي الْأَسْرِ مَعَ بَنِي سَعْدٍ قَالَتْ:«يَا رَسُوْلَ الله، إِنِّي أُخْتُكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، قَالَ: وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: عَضَّةٌ عَضَضْتَنِيهَا فِيْ ظَهْرِيْ وَأَنَا مُتَوَرِّكَتُكَ، فَعَرَفَ رَسُوْلُ الله الْعَلَامَةَ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ وَخَيَّرَهَا وَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُنعّمةٌ مُكَرَّمَةٌ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ َتَرْجِعِيْ إِلَى قَوْمِكِ فَعَلْتُ، فَقَالَتْ: بَلْ َتَرُدُّنِي إِلَى قَوْمِي فَنَحَلَهَا غُلَامَاً وَجَارِيَةً وَرَدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا»
وَكُلُّ أَمْرٍ جَاءَ فِي الْشَّرِيعَةِ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكُلُّ نَهْيٍّ عَنْ قَطِيْعَتِهَا فَالأَخَوَاتُ مِنْ أَوَائِلِ الْدَّاخِلَاتِ فِيْهِ، فَلَا أَحَدَ أَقْرَبُ مِنْهُنَّ إِلَى إِخْوَانِهِنَّ إِلَّا الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ .
وَإِذَا انْتَقَلَتْ وِلَايَةُ الْأُخْتِ إِلَى أَخِيْهَا بِوَفَاةِ وَالِدِهَا أَوْ عَجْزِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا، وَيَتَفَانَى فِيْ خِدْمَتِهَا، وَيُوَفِّرَ احَتِيَاجَاتِهَا، وَأَنْ يَكُوْنَ لَهَا كَأَبِيْهَا ؛ كَمَا فَعَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَعَ أَخَوَاتِهِ لِمَا اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ فِيْ أُحُدٍ وَخَلَّفَهُنَّ، وَكُنَّ سِتَّ أَخَوَاتٍ، فَتَزَوَّجَ جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَةً تَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ، وَضَحَّى بِرَغْبَتِهِ لأَجْلِهِنَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ الله ^: «تَزَوَّجْتَ يا جابر ؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: بِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبَاً، قَالَ: أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ» رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ. فَأَقَرَّهُ الْنَّبِيُّ ^ عَلَى مَا فَعَلَ لِأَجْلِ أَخَوَاتِهِ.
وجاء في حَدِيْثِ أَبِيْ سَعِيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله:«لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَيَتَّقِي اللهَ فِيْهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
وَصِلَةُ الْأُخْتِ بِالمَالِ وَالْهَدِيَّةِ أَوْلَى مِنَ الْصَّدَقَةِ عَلَى غَيْرِهَا ، وَلمَّا اسْتَشَارَتْ مَيْمُوْنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ الله فِيْ جَارِيَةٍ تُرِيْدُ عِتْقَهَا قَالَ لَهَا:«أَعْطِيهَا أُخْتَكِ وَصِلِي بِهَا رَحِمَكِ تَرْعَى عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكِ "
وَمِنْ إِحْسَانِهِ إِلَى أَخَوَاتِهِ أَنَّ يَحْفَظَ حَقَّهُنَّ مِنْ مِيْرَاثِ أَبِيْهِ، فَلَا يَحْتَالُ لِأَخْذِهِ، وَلَا يُفَرِّطُ فِيْ صَرْفِهِ. وَإِذَا خَطَبَهَا كُفْؤٌ فَلَا يَعْضِلُهَا، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْزَّوَاجِ؛ طَمَعَاً فِيْ مَالِهَا، أَوْ عَدَمَ مُبَالَاةٍ بِحَاجَتِهَا .
عباد الله : َكَمْ مِنْ أَخٍ أَحْسَنَ إِلَى أَخَوَاتِهِ فَرَفَعَ اللهُ تَعَالَىْ ذِكْرَهُ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ ؟! وَكَمْ مِنْ فَقِيْرٍ أَغْنَاهُ اللهُ تَعَالَىْ بِسَبَبِ قِيَامِهِ عَلَى أَخَوَاتِهِ بَعْدَ أَبِيْهِنَّ وَإِعَالَتِهِ لَهُنَّ وَإِحْسَانِهِ إلَيهِنَّ ؟!
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَىْ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْعُقُوقَ وَالْقَطِيْعَةِ , كما نسأله سبحانه ان يحفظ أخواتنا وأخوات المسلمين من كل شر وسوء وفتنة وأن يرزُقُهن العفو و العافية في الدنيا والاخرة
بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ.....


الخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يَلِيْقُ بِجَلَالِ رَبِّنَا وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ الله- وَأَطِيْعُوْهُ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: كَثِيْرٌ مِنَ الْنَّاسِ يَنْسَوْنَ أَخَوَاتِهِم بَعْدَ زَوَاجِهِنَّ، فَلَا يَصِلُونَهُنَّ فِيْ بُيُوْتِ أَزْوَاجِهِنَّ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُنَّ أَثْنَاءِ زِيَارَتِهِنَّ لِوَالِدِيْهِمْ أو تجمعهم مناسبة سنوية ، فِيَغْفُلُونَ عَنْ عَظِيْمِ أَثَرِ اخْتِصَاصِهِنَّ بِالصِّلَةِ، وَهَذَا تَقْصِيْرٌ كَبِيْرٌ فِيْ حَقِّهِنَّ..
وَلَا تَسَلْوا عباد الله عَنْ فَرَحِ الْأُخْتِ بِزِيَارَةِ أَخِيْهَا لَهَا فِيْ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَاعْتِزَازِهَا بِهِ عِنْدَ أَهْلِهِ، وَإِحْسَاسِهِمْ بِعِنَايَتِهِ بِأُخْتِهِ، فَيَزْدَادُ إِكْرَامُهُمْ لَهَا ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ إِكْرَامِ أَخِيْهَا لَهَا، فَلَيْسَتْ عِنْدَهُمْ بِدَارِ مَذَلَّةٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، وَلَمْ يَتَخَلَّ عَنْهَا أَهْلُهَا، وَكَمْ يَفْرَحُ أَوْلَادُهَا بِخَالِهمْ وَيَعْتَزُّونَ بِهِ كَمَا يَعْتَزُّونَ بِأَعْمَامِهِمْ، وَلَا أَجْمَلَ مِنْ تَكْرَارِ صِلَتِهَا حَسَبَ المُسْتَطَاعِ.
فَإِنْ كَانَتْ أُخْتُهُ فِيْ بَلَدٍ غَيْرِ بَلَدِهِ فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَتَعَاهَدَهَا بِالمُهَاتَفَةِ بَيْنَ حِيْنٍ وَآَخَرَ.. وَإِنْ شَدَّ رَحْلَهُ لِزِيَارَتِهَا فَقَدْ أَدَّى طَاعَةً مِنْ أَجَلِّ الطَّاعَاتِ وَأَعْظَمِهَا أَجْرَاً فِيْ الْآَخِرَةِ، وَأَكْثَرِهَا أَثَرَاً فِيْ الْدُّنْيَا.. وَلَا تَقْتَصِرُ الْصِّلَةُ عَلَى الْزِّيَارَةِ وَالمُكَالَمَةِ وَإِنْ كَانَتْ أَشْهَرَهَا عِنْدَ الْنَّاسِ، بَلْ يَنْبَغِيْ أَنْ يَصِلَهَا بِالْهَدِيَّةِ، وَبِالصَدَقَةِ إِنَّ كَانَتْ فَقِيْرَةً، وَبِالسُّؤَالِ عَنْهَا وَعَنْ أَوْلَادِهَا، وَبِالكَلِمَةِ الْطَّيِّبَةِ ، وَالْتَّبَسُّمِ فِيْ وَجْهِهَا، وَأَعْلَى ذَلِكَ وَأَهَمُّهُ الْدُّعَاءُ لَهَا وَلِذُرِّيَّتِهَا.
وَمِنَ الْإِحْسَانِ إِلَى الْأُخْتِ بَعْدَ مَوْتِهَا: تَفْقُّدُ وَلَدِهَا وَزَوْجِهَا، وَالْدُّعَاءُ لَهَا، وَإِبْرَاءُ ذِمَّتِهَا مِّمَّا عَلَيْهَا مِنَ الْحُقُوْقِ؛ لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:«جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْنَّبِيِّ ^ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ الله، إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: أَرَأَيتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتُكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيْنَهُ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَحَقُّ الله أَحَقُّ أن يقضى »رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ رَبّكُمْ، وَاعْرِفُوا حُقُوْقَ أَخَوَاتِكُمْ عَلَيْكُمْ، وَصِلُوهُنَّ بِمَا تَسْتَطِيْعُوْنَ مِنْ أَنْوَاعِ الْصِّلَةِ؛ فَإِنَّ فِيْ الصِّلَةِ بَسْطَاً فِيْ الْرِّزْقِ وَطَوْلَاً فِيْ الْعُمُرِ، مَعَ مَا فِيْهَا مِنْ أَجْرٍ عَظِيْمٍ فِيْ الْآَخِرَةِ، وَلَا يُحْرَمُ فَضْلَ ذَلِكَ إِلَّا مَحْرُومٌ.
ثم اعلموا أن الله أمرَ بأمرٍ بدأَ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِهِ، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون - من جنِّه وإنسِهِ، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم وارضَ عن خلفائه الأربعة أصحاب السنة المُتَّبَعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآل والصحابة أجمعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وفضلِك وجُودِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المُسلمين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتَنا وُولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهده يا رب العالمين. نشهد الله تعالى في هذه الجمعة المباركة بالمبايعة الشرعية لخادم الحرمين الشريفين بالمعروف . اللهم أعنه ووفقه وجميع المسلمين .
اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا.
اللهم عليك بالقتَلَة المُجرمين، اللهم عليك بالقتَلَة المُجرمين، ألفافِ البدعةِ والضلالةِ، ألفافِ البدعةِ والضلالةِ، وأعلامِ الخُرافةِ والدَّجَل والخِيانة، اللهم فُلَّ جيوشَهم، اللهم فُلَّ جيوشَهم، اللهم فُلَّ جيوشَهم، ودُكَّ عروشَهم، ودمِّرهم تدميرًا، ولا تجعل لهم في الأرض وليًّا ولا نصيرًا.
اللهم عجِّل بالفرَج والنصر لإخواننا المُستضعفين في سُورية يا رب العالمين، اللهم طالَ ظُلمُهم، اللهم طالَ ظُلمُهم، اللهم طالَ ظُلمُهم، وعظُم قتلُهم، واشتدَّ قتلُهم وحِصارُهم، وانقطَعَ من الخلقِ أملُهم، فانتصِر لهم يا رب العالمين، انتصر لهم يا الله، انتصر لهم يا سميع الدعاء، وأهلِك عدوَّهم عاجِلًا غيرَ آجِلٍ يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وتقبَّل موتاهم في الشهداء يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحَم موتانا، وفُكَّ أسرانا، وأصلِح أولادَنا وشبابَنا وفتياتِنا، وانصُرنا على مَن عادانا يا رب العالمين.
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُركم، واشكُروه على نِعَمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلمُ ما تصنَعون.

التوقيع :
  رد مع اقتباس