يلجأ الكثير من الرجال إلى اعتماد القسوة في علاقتهم بنسائهم ، سواء من خلال المعاملة إذ لا يعبرون للمرأة عن أحاسيسهم و مشاعرهم تجاهها حتى و لو كان آدم يحب زوجته أو خطيبته إلى حد الجنون، فبرأيه كشف ما يكنه لها يضعفه أمامها و يجعلها تعرف بإحدى نقط ضعفه التي ستستعملها كسلاح ضده في المستقبل. بالمقابل يريد آدم من حبيبته أن تعبر له عن مشاعرها و تقوم هي بتصرفات يجدر به هو القيام بها تجاهها ، كأن تقوم بالسؤال عنه إذا ما اختفى عن الأنظار أو أن تطلب مقابلته ، و إن لم تقم بذلك يقوم آدم بمعاتبتها و بالمقابل لا يجب عليها هي أن تعاتبه إن لم يسأل عنها أو سعى لرأيتها. ربما هذا النوع من الرجال يتعامل بهذه الطريقة حتى لا يظهر وجهه الآخر أو الحقيقي لحبيبته و الذي يكون هو الوجه الحساس و الرومانسي و لكن يخفيه حتى يظل مسيطرا على الطرف الآخر و يمنعه بالقوة من الابتعاد عنه أو فرض سيطرته عليه. و لكن ما لا يدركه آدم القاسي هو أن هذه القسوة الزائدة قد تجعل حواء تنفر منه و حتى إن كانت تريد القيام بأشياء سترضيه ، لن تقوم بها عنادا و انتقاما منه . القسوة في نظر الرجل أحيانا تعتبر دليلا على الرجولة و لكن ما لا يعرفه هذا النوع من الرجال أن القسوة الزائدة لا تدل على الرجولة و إنما عن انعدام الأحاسيس و اعتبار الطرف الآخر ، فقد قال تعالى في سورة آل عمران : ” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ “.