عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2008, 11:51 PM   #1
سمو
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية سمو

الموقع :  في قلب امي وابي "
هواياتي :  الفلسفه الاغـــريقيه ....
سمو حاسبكو نشيط
سمو غير متصل
Exclamation :: روحك... حبة رمل وتفاحه!




قبل أن تفسدنا العلوم،

و"تعقد" مفاهيمنا البسيطة حول الأشياء من حولنا،

كنت أظن دائما أن حبة الرمل دقيقة في تركيبها، رقيقة ووادعة..

وأن "حبة الرمل" التي يتكون منها الطين أكبر، وأضخم..

إلى أن أثبتت لي دراسة الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء العكس تماماً!


دائماً كنت مأخوذة بمنظر حبات الرمل وهي تتسرب من بين الأصابع..

ربما جلست بالساعات آخذ حفنة من الرمل وأتركها تنساب بهدوء بين أصابعي،

لأعيد الكرة مرات ومرات..

في لحظة ما، تفقد الإحساس بالزمان والمكان..

الساعة الرملية التي اخترعها القدماء هي ساعة لانسياب الـ"روح"..

لا مجرد ساعة زمنية جافة.

وبينما تقبض في كل مرة حفنة جديدة من الرمل،

لتكرها تنساب بين أصابعك،

يخيل إليك فجأة أن قبضة يدك حملت هذه المرة كمية أكبر..

أو كمية أقل من الرمل عن المرة السابقة..

لن يعني ذلك شيئاً.. ربما يذكرك فقط بأن روحك التي تنساب بين أصابعك،

هي نفسها التي تعود إليك كل مرة محملة بشيء جديد.. أو فاقدة لبعض ما كان فيها.

قد تتسلل حصاة صغيرة بين حبات الرمل..

حصاة تسد الفراغ بين أصابعك، تؤلمك،

فتفرج أصابعك أكثر

لعلها تسقط، وتفسح مجالاً لحبات الرمل الصغيرة لتنساب من جديد في مجراها.

في مرة أخرى،

ربما لا يحالفك الحظ فتجرح جلد أصابعك الرقيق قطعة زجاج غمرها البحر،

وجئت توقظها من سباتها دون قصد بحركتك المكرورة!

سيجفف الرمل قطرات دمك،

ويندمل الجرح بسرعة.. تاركاً أثراً مالحاً في روحك.



وإلى أن تفيق على الزبد يداعب أصابع قدميك،

منبئاً بتسلل مد البحر إلى عالمك الصغير،

ستغرق في صمتك،

مفكراً في حبات الرمل التي سيغمرها البحر بعد قليل.. لتتماسك،

ولا تذوب في أصابعك مجدداً كما هي الآن..

بل تتساقط كتلاً طينية ثقيلة كئيبة.

سيحتاج الأمر إلى انتظار الجزر..

وإلى انتظار الشمس تذرع الشاطئ جيئة وذهاباً إلى أن يجف،

فتنتعش آمال أصابعك..

وتتجدد عروق روحك..

بمحاورة أخرى،

وانسياب آخر.



.... أما التفاحة..

فتلك شأن آخر!




ارق تحيه "

سمووو

التوقيع :
حروفي تستحق العضمه ،، لما لها من وقفات صادقة ،،

ومرافعات صارمه ملجمة ،، للمدعي العام للواقع ،،






اسير ،
وبعد كل خطوة ينبت خلفي جدار ،،
لا املك من طريقي إلا المضي للأمام ،،،
لا أملك الخيار ،،،




,,,, س م و ,,,,,
  رد مع اقتباس