مجودة
08-01-2008, 09:44 AM
الذين ينسحبون ،
هل يختفي الضياء من صفحاتهم في كتاب حيانتا،
لغة الاجابة تتوزع سطور كلماتها بين نقطة و حرف،
نقطةٌ هي الاثر الذي تخلف عن تواجدهم في سطر الصفحة،
و حرفٌ هو سيف المداد الدامي الذي ينشهر امام جارح أفعال النقطة.
لحظة الانسحاب ما اشد مرارها،
نحاول ان نكسب في الوقت الذي يرجِّـح ح فيه الانسحاب كفة الخسران، فالمكاسب لا تاتي سريعا ،
كما ان المكاسب تأتي تباعا،
لكن...
بعد مكابدة شاقة بين الألم و صداه،
تندفع آهات الاول ليرجع بالصدى الثاني،
لا مجيب.
في عالم الانسان،
كلما وازنتُ بين اللفظ و معناه،كلما وجدتُ أن اختيار الآخَــر للكلمة تحْكُمُـهُ عوامل مناسَـبَـة مقتضى الحال،
فالمرآة لا تعكس الا وجوهنا نحن ،
مثلما يرجع مع الصدى أصواتنا،
فنحن ننادي من هنا،
فلا يجد النداء هناك الا الفراغ،
فيرجع النداء من حيث أتى،
لا مجيب الا الصدى.
لا زلتُ استحضر في ذاكرتي صورة طفولية عن الصدى،
هي صورة الراعي في برنامج المناهل، عندما ينادي من اعلى الجبل: مرحبا ، فيتردد صوته في الوادي ليعود ثانية اليه: مرحبا مرحبا .... .
و في الثانوية عرفت ان الذبذبات الناتجة عن الموجات الصوتية تنعكس على الصخور، فينتج الصدى .
و حين أتامل أكثر ،
اجد دلالات الجبل و الوادي و الصخرة،
نداء الاول
و صمت الثاني
و صمم الاخرى.
أتصور ان الانسحاب فيما أشير يرتبط بالفعل تولى،
ففي هذا الفعل دلالات بحسب تركيبه بدون و مع حرف الجر [ عن ] ،
فمع الحرف [ عن ] ، ما لم يكن تولياً عن الحق، يعطي دلالة المعنى الحسن ،
و بدونه يتجرد عن كل حَـسَـَـن ،
باستثناء الحالات التي يفيض فيها الدمع من الـحَــزَن .
هناك ايضا الانسحاب بكرامة،
و هذا يتضمن موقفا نبيلا لصاحبه،
مثلما فعل الحارث بن عباد في حرب البسوس،
اعجبني موقفه،
رأيت فيه فعلا حكيما،
و يمكن ترجمته في دلالة تولى عن،
اذ انه تولى عن الدخول في حربٍ يُـفني فيها الاخ اخاه،
لكنه لم يتول حين اهاب به نداء التصالح،
فكانت قصة الشسع التي انتهى معها كل منْ تهلهل رأيه في ضلالة : لا تسالـم .
و في مقارنة سريعة تتجلى فيها جماليات النص ،
نرى الفرق الـمُـشار اليه بين تولى و تولى عن .
" فلا تولوهم الادبار"
" و ان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا اليما"
" و لا تتولوا مجرمين "
" ان تصبك حسنة تسؤهم و ان تصبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل و يتولوا و هم فرحون"
" فكفروا و تولوا و استغنى الله و الله غني حميد "
" فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم
هل يختفي الضياء من صفحاتهم في كتاب حيانتا،
لغة الاجابة تتوزع سطور كلماتها بين نقطة و حرف،
نقطةٌ هي الاثر الذي تخلف عن تواجدهم في سطر الصفحة،
و حرفٌ هو سيف المداد الدامي الذي ينشهر امام جارح أفعال النقطة.
لحظة الانسحاب ما اشد مرارها،
نحاول ان نكسب في الوقت الذي يرجِّـح ح فيه الانسحاب كفة الخسران، فالمكاسب لا تاتي سريعا ،
كما ان المكاسب تأتي تباعا،
لكن...
بعد مكابدة شاقة بين الألم و صداه،
تندفع آهات الاول ليرجع بالصدى الثاني،
لا مجيب.
في عالم الانسان،
كلما وازنتُ بين اللفظ و معناه،كلما وجدتُ أن اختيار الآخَــر للكلمة تحْكُمُـهُ عوامل مناسَـبَـة مقتضى الحال،
فالمرآة لا تعكس الا وجوهنا نحن ،
مثلما يرجع مع الصدى أصواتنا،
فنحن ننادي من هنا،
فلا يجد النداء هناك الا الفراغ،
فيرجع النداء من حيث أتى،
لا مجيب الا الصدى.
لا زلتُ استحضر في ذاكرتي صورة طفولية عن الصدى،
هي صورة الراعي في برنامج المناهل، عندما ينادي من اعلى الجبل: مرحبا ، فيتردد صوته في الوادي ليعود ثانية اليه: مرحبا مرحبا .... .
و في الثانوية عرفت ان الذبذبات الناتجة عن الموجات الصوتية تنعكس على الصخور، فينتج الصدى .
و حين أتامل أكثر ،
اجد دلالات الجبل و الوادي و الصخرة،
نداء الاول
و صمت الثاني
و صمم الاخرى.
أتصور ان الانسحاب فيما أشير يرتبط بالفعل تولى،
ففي هذا الفعل دلالات بحسب تركيبه بدون و مع حرف الجر [ عن ] ،
فمع الحرف [ عن ] ، ما لم يكن تولياً عن الحق، يعطي دلالة المعنى الحسن ،
و بدونه يتجرد عن كل حَـسَـَـن ،
باستثناء الحالات التي يفيض فيها الدمع من الـحَــزَن .
هناك ايضا الانسحاب بكرامة،
و هذا يتضمن موقفا نبيلا لصاحبه،
مثلما فعل الحارث بن عباد في حرب البسوس،
اعجبني موقفه،
رأيت فيه فعلا حكيما،
و يمكن ترجمته في دلالة تولى عن،
اذ انه تولى عن الدخول في حربٍ يُـفني فيها الاخ اخاه،
لكنه لم يتول حين اهاب به نداء التصالح،
فكانت قصة الشسع التي انتهى معها كل منْ تهلهل رأيه في ضلالة : لا تسالـم .
و في مقارنة سريعة تتجلى فيها جماليات النص ،
نرى الفرق الـمُـشار اليه بين تولى و تولى عن .
" فلا تولوهم الادبار"
" و ان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا اليما"
" و لا تتولوا مجرمين "
" ان تصبك حسنة تسؤهم و ان تصبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل و يتولوا و هم فرحون"
" فكفروا و تولوا و استغنى الله و الله غني حميد "
" فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم