على العموم
06-25-2008, 05:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
http://img50.imageshack.us/img50/244/61055840qy5.gif
عام دراسي كامل يتخلله بين الحين والآخر شبح الخوف من الفشل, يتجول بين التلاميذ بأقداح القلق والإكتئاب ,
والتلاميذ بين مقل ومستكثر من نبيذه , فيسكر بها عقول المستسلمين لشرابه , بينما يشعل فتيل الحماس في
همم المقلين من لسعات مذاقه اللذيذة , فتبدأ الإختبارات وعلى ساحتها صولات وجولات في حقبة ضيقة من الزمن
وتتوالى فتوحات التلاميذ على الصفحات فمنهم من غمر نفسه في ميدانها بعد أن استعد وسعى لها سعيها فكان له
الفتح المبين ,ومنهم من ولى الإمتحان دبره طالبا تقارير وأعذارا صحية ليعيد الكرة بعد فرة!, ومنهم من دخلها ولكنه
متحرفا لصفحات جاره و والبراشيم !! , ومنهم من بقي متحيزا لفئة من المعلمين "الواسطات !!", تدور هذه المعركة
وسط صمت رهيب لا تعلوه إلا التنهيدات والأاهات احيان تلهج ألسنة التلاميذ بتمتمات الدعاء الصادق إما على المعلم
أو عليه ! ,وهذا حسب الأسئلة التي يبارزهم بها !! فلا تكاد تخلو لجنة من هذه التمتمات التي يشق صمتها أحيانا
صرخة تلميذ/ة قتل في ساحة مادة من المواد على يد احد السفاحين من المعلمين المهرة في مراوغة التلاميذ !
وبعد إسدال الستار على هذه الساحة , ساحة الإمتحانات يبقى الجميع في انتظار النتيجة أسبوع أو يزيد , تتخللها في
كل ليلة أضغاث أحلام ومنامات تتلاعب بهم الشياطين في ساحاتها فيصبح الطالب راسبا ويمسي ناجحا , ويبدأ
الجميع بالدعاء والتقرب إلى الله بالنذور فمنهم من نذر صدقة وآخر نذر صلاة وثالث قد بلغ به الهم مبلغا لم يبلغ أحدا
فينذر نذرا لم يسبقه به أحدا من العالمين وهو حرق كتبه ودفاتره والرقص حول رمادها رقصة الهنود الحمر!!, وأخرى
نذرت أن تصلب مريولها فتجعله فزاعة للطيور في مزرعة جدها كي ترتشف أقداح القهوة والشاي في أيام الإجازة مستمتعة
بمنظر خصمها الذي خلفته تلك المعركة وقد صلبته على أخشاب متقاطعة !!
http://img255.imageshack.us/img255/3783/965718nyl2d76f73pb9oy8.gif
وبعدها..............تعلن النتائج وتتعالى صرخات النصر ويتطاول المجانين بقفزاتهم ويوف كل منهم بنذره
وماذا بعد .....!!
منهم القائل / أرغب في تخصص مطلوب في سوق العمل ويكفل لي مرتب ضخم !
ومهم باحث عن تخصص سهل !! ومنهم لا يدري إلى اين يذهب فهو تابع لرفاقه إن شرقوا شرق وإن غربوا غرب
وآخر تخرج من كليته ولسان حاله يقول/
ودخلت فيها جاهلا متواضعا * * * وخرجت منها جاهلا دكتورا !!
هل من طالب هام في عشق تخصصه ؟
وكم طالب أهان العلم بوضاعة أهدافه؟
هل يعرف الطالب هدفا لدراسته غير الوظيفة ؟
هل من متيم بالعلم ؟
http://img255.imageshack.us/img255/3783/965718nyl2d76f73pb9oy8.gif
يقول القاضي على ابن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله:
يقولون لي: فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أقض حق العلم إن كنت كلما بدا طمع صيرته لي سلما
وما زلت منحازاً ببعضي جانباً عن الذل أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل: هذا منهل قلت: قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنزهها عن بعض ما قد يشينها مخافة أقوال العدا: فيم أو لمِا
فأصبح عن عيب اللئيم مسلماً وقد رحت في نفس الكريم معظما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي إثره متندما
ولكنه إن جاء عفواً قبلته وإن مال لم أتبعه هلا وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً وأن أتلقى بالمديح مذمما
وكم طاب رقي بنعماه لم يصل إليه وإن كان الرئيس المعظما
وكم نعمة كانت على الحر نقمة وكم مغنم عده الحر مغرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
وإني لراض عن فتى متعفف يروح ويغدو ليس يملك درهما
يبيت يراعي النجم من سوء حاله ويصبح طلقا ضاحكاً متبسما
ولا يسأل المثرين ما بأكفهم ولو مات جوعاً عفة وتكرما
فإن قلت: زند العلم كاب فإنما كبا حين لم نحرس سماه وأظلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
وما كل برق لاح لي يستفزني ولا كل فكري منجداً ثم متهما
إلى أن أرى ما لا أغض بذكره إذا قلت: قد أسدى إلي وأنعما
مبروك للناجحين والناجحات ممن فازوا بعلوا الهمة وسموا المقصد في الدارين جعلني الله وإياكم منهم
http://img50.imageshack.us/img50/244/61055840qy5.gif
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
http://img50.imageshack.us/img50/244/61055840qy5.gif
عام دراسي كامل يتخلله بين الحين والآخر شبح الخوف من الفشل, يتجول بين التلاميذ بأقداح القلق والإكتئاب ,
والتلاميذ بين مقل ومستكثر من نبيذه , فيسكر بها عقول المستسلمين لشرابه , بينما يشعل فتيل الحماس في
همم المقلين من لسعات مذاقه اللذيذة , فتبدأ الإختبارات وعلى ساحتها صولات وجولات في حقبة ضيقة من الزمن
وتتوالى فتوحات التلاميذ على الصفحات فمنهم من غمر نفسه في ميدانها بعد أن استعد وسعى لها سعيها فكان له
الفتح المبين ,ومنهم من ولى الإمتحان دبره طالبا تقارير وأعذارا صحية ليعيد الكرة بعد فرة!, ومنهم من دخلها ولكنه
متحرفا لصفحات جاره و والبراشيم !! , ومنهم من بقي متحيزا لفئة من المعلمين "الواسطات !!", تدور هذه المعركة
وسط صمت رهيب لا تعلوه إلا التنهيدات والأاهات احيان تلهج ألسنة التلاميذ بتمتمات الدعاء الصادق إما على المعلم
أو عليه ! ,وهذا حسب الأسئلة التي يبارزهم بها !! فلا تكاد تخلو لجنة من هذه التمتمات التي يشق صمتها أحيانا
صرخة تلميذ/ة قتل في ساحة مادة من المواد على يد احد السفاحين من المعلمين المهرة في مراوغة التلاميذ !
وبعد إسدال الستار على هذه الساحة , ساحة الإمتحانات يبقى الجميع في انتظار النتيجة أسبوع أو يزيد , تتخللها في
كل ليلة أضغاث أحلام ومنامات تتلاعب بهم الشياطين في ساحاتها فيصبح الطالب راسبا ويمسي ناجحا , ويبدأ
الجميع بالدعاء والتقرب إلى الله بالنذور فمنهم من نذر صدقة وآخر نذر صلاة وثالث قد بلغ به الهم مبلغا لم يبلغ أحدا
فينذر نذرا لم يسبقه به أحدا من العالمين وهو حرق كتبه ودفاتره والرقص حول رمادها رقصة الهنود الحمر!!, وأخرى
نذرت أن تصلب مريولها فتجعله فزاعة للطيور في مزرعة جدها كي ترتشف أقداح القهوة والشاي في أيام الإجازة مستمتعة
بمنظر خصمها الذي خلفته تلك المعركة وقد صلبته على أخشاب متقاطعة !!
http://img255.imageshack.us/img255/3783/965718nyl2d76f73pb9oy8.gif
وبعدها..............تعلن النتائج وتتعالى صرخات النصر ويتطاول المجانين بقفزاتهم ويوف كل منهم بنذره
وماذا بعد .....!!
منهم القائل / أرغب في تخصص مطلوب في سوق العمل ويكفل لي مرتب ضخم !
ومهم باحث عن تخصص سهل !! ومنهم لا يدري إلى اين يذهب فهو تابع لرفاقه إن شرقوا شرق وإن غربوا غرب
وآخر تخرج من كليته ولسان حاله يقول/
ودخلت فيها جاهلا متواضعا * * * وخرجت منها جاهلا دكتورا !!
هل من طالب هام في عشق تخصصه ؟
وكم طالب أهان العلم بوضاعة أهدافه؟
هل يعرف الطالب هدفا لدراسته غير الوظيفة ؟
هل من متيم بالعلم ؟
http://img255.imageshack.us/img255/3783/965718nyl2d76f73pb9oy8.gif
يقول القاضي على ابن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله:
يقولون لي: فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أقض حق العلم إن كنت كلما بدا طمع صيرته لي سلما
وما زلت منحازاً ببعضي جانباً عن الذل أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل: هذا منهل قلت: قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنزهها عن بعض ما قد يشينها مخافة أقوال العدا: فيم أو لمِا
فأصبح عن عيب اللئيم مسلماً وقد رحت في نفس الكريم معظما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي إثره متندما
ولكنه إن جاء عفواً قبلته وإن مال لم أتبعه هلا وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً وأن أتلقى بالمديح مذمما
وكم طاب رقي بنعماه لم يصل إليه وإن كان الرئيس المعظما
وكم نعمة كانت على الحر نقمة وكم مغنم عده الحر مغرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
وإني لراض عن فتى متعفف يروح ويغدو ليس يملك درهما
يبيت يراعي النجم من سوء حاله ويصبح طلقا ضاحكاً متبسما
ولا يسأل المثرين ما بأكفهم ولو مات جوعاً عفة وتكرما
فإن قلت: زند العلم كاب فإنما كبا حين لم نحرس سماه وأظلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
وما كل برق لاح لي يستفزني ولا كل فكري منجداً ثم متهما
إلى أن أرى ما لا أغض بذكره إذا قلت: قد أسدى إلي وأنعما
مبروك للناجحين والناجحات ممن فازوا بعلوا الهمة وسموا المقصد في الدارين جعلني الله وإياكم منهم
http://img50.imageshack.us/img50/244/61055840qy5.gif