سمو
11-14-2007, 09:09 PM
شفة مغلقة تشتهي نطقًا لكن…تجهل التعبيرا
عندما تبحث عن الهدوء وسط ضجيج الزحام، عندما تود أن تبوح بشيئ وأنت تعلم علم اليقين أنه لن يؤثر فيمن حولك، عندما تبحث عن الكلمات في قواميس اللغات فتمسك الفكرة بيدك وتتلاشى الكلمات كذرات الضوء فتبعثرك ثم تختفي هي في فضاء ذاتك فتجهل التعبير، عندما يتحول الكلام إلى شيئ دون معنى أو قيمة تُذكر أو عندما لا تجد ما تقوله: تصمت!!
عندها يكون صمتك أقوى من الكلمات فحينها تصرخ كلماتك بصوت دوي يحدث الضوضاء في أعماق ذاتك فتستمتع بصمتك وأنت ترى الكلمات تتهاوى في اللاشيئ لتصدر نغمات لا أجمل منها. وأجمل ما في الصمت أنك تولد بقلب الكلمة فلا تنقطع عن الصمت حتى ترتوي من نبع هذا الجمال فيكون صمتك جميلاً كجمال الحياة والطبيعة من حولك التي تنعكس كالمرآة في صمتك. ولعل عشاق الصمت يدركون هذا المعنى: أنهم المتأملون الذين يواصلون انكفائهم الصامت لأي خاطر جال ببالهم. فما أجمل صمت المتأمل حين يعانق الفكرة فتولد الرؤية، وما أجمل صمت الشاعر حين يولد في قلب الكلمة فيبدأ الحياة فوق قصيدة، وما أجمل صمت العابد في محرابه يناجي ربه ويتقرب إليه بضعفه وإنكساره وأحزانه فتبرق عينيه وتغرق في سيل من الدموع تمسح قلبه وتزيل عنه همه وغمه، وما أجمل صمت الإنسان ذو القلب الكبير والروح السامية التي تعالت عن الآفات الصغيرة حين تصمت وقت ينفجر الغضب فيمن حولها أو تقابلها بسوء أو تزيد عليها الجراح..فتصمت الصمت الجميل!
الصمت وسيلة لتقوية جوانب كثيرة في حياتنا وإعطائها قيمتها التي تستحقها، فإننا كبشر نتكلم كثيراً وعند الكلام ينقطع التنفس الذي هو أغلى شيئ في هذا الجسم وعندما يتكلم الإنسان فإنه يكون بحاجة إلى عدد أكبر من عمليات الشهيق والزفير مما عن الصمت. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصمت خلال اليوم الواحد يزيد عمر الإنسان لأسبوع والعكس صحيح، فاليوم الذي نمضيه بالكلام الكثير دون فائدة فإننا بذلك نخسر أسبوعاً من حياتنا. والمسلم أجدر بأن ينتبه لكلامه ويدقق فيه فكل كلمة يزنها في ميزان السماء فإما تدخله الجنة أو تزج به في النار والعياذ بالله. لذا نحن أحق بهذه الطاقة الكبيرة – الصمت- لاستغلاها في أمور حياتنا بما يحب الله ويرضى.
والصمت هو قيمة أخلاقية رفيعة يترفع فيها الإنسان عمن يرتكب الحماقات بكلامه فتجده يجرح هذا ويرعب ذاك. ينتصر لنفسه ويتكلم عن ذاته دون توقف أو يجادل بغير فائدة تُرجى وصدق المثل الفارسي الذي يقول:
أواه، أيها الصمت، إنك نعمة لا ثمن لها، أنت تخفي هفوات الحمقى وتهب الإلهام للحكماء ! “.
إن حياتنا التي نحياها اليوم يملأها الصخب والضجيج وأصبحت الأيام لا تختلف عن بعضها من الروتين بسب زحمة الأعمال والواجبات وإنشغال الإنسان بتحصيل رزقه من علم وعمل وأولاد ورغم ذلك لا نجده سعيداً ذلك لأنه لم يجد وقت للسكينة ولا تسكن النفس إلا بصمت يصحب فكرة جميلة عالية تعيد للروح حيويتها ونشاطها لذا لا بد من جلسة تأمل دون حركة ودون كلام : فقط أفكار تتحرك وعندما تهدأ يحدث السكون في المشاعر حينها تسكن الروح أيضاً ويعتلي الإنسان درجة فوق الأرض والدنيويات!
عندما تبحث عن الهدوء وسط ضجيج الزحام، عندما تود أن تبوح بشيئ وأنت تعلم علم اليقين أنه لن يؤثر فيمن حولك، عندما تبحث عن الكلمات في قواميس اللغات فتمسك الفكرة بيدك وتتلاشى الكلمات كذرات الضوء فتبعثرك ثم تختفي هي في فضاء ذاتك فتجهل التعبير، عندما يتحول الكلام إلى شيئ دون معنى أو قيمة تُذكر أو عندما لا تجد ما تقوله: تصمت!!
عندها يكون صمتك أقوى من الكلمات فحينها تصرخ كلماتك بصوت دوي يحدث الضوضاء في أعماق ذاتك فتستمتع بصمتك وأنت ترى الكلمات تتهاوى في اللاشيئ لتصدر نغمات لا أجمل منها. وأجمل ما في الصمت أنك تولد بقلب الكلمة فلا تنقطع عن الصمت حتى ترتوي من نبع هذا الجمال فيكون صمتك جميلاً كجمال الحياة والطبيعة من حولك التي تنعكس كالمرآة في صمتك. ولعل عشاق الصمت يدركون هذا المعنى: أنهم المتأملون الذين يواصلون انكفائهم الصامت لأي خاطر جال ببالهم. فما أجمل صمت المتأمل حين يعانق الفكرة فتولد الرؤية، وما أجمل صمت الشاعر حين يولد في قلب الكلمة فيبدأ الحياة فوق قصيدة، وما أجمل صمت العابد في محرابه يناجي ربه ويتقرب إليه بضعفه وإنكساره وأحزانه فتبرق عينيه وتغرق في سيل من الدموع تمسح قلبه وتزيل عنه همه وغمه، وما أجمل صمت الإنسان ذو القلب الكبير والروح السامية التي تعالت عن الآفات الصغيرة حين تصمت وقت ينفجر الغضب فيمن حولها أو تقابلها بسوء أو تزيد عليها الجراح..فتصمت الصمت الجميل!
الصمت وسيلة لتقوية جوانب كثيرة في حياتنا وإعطائها قيمتها التي تستحقها، فإننا كبشر نتكلم كثيراً وعند الكلام ينقطع التنفس الذي هو أغلى شيئ في هذا الجسم وعندما يتكلم الإنسان فإنه يكون بحاجة إلى عدد أكبر من عمليات الشهيق والزفير مما عن الصمت. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصمت خلال اليوم الواحد يزيد عمر الإنسان لأسبوع والعكس صحيح، فاليوم الذي نمضيه بالكلام الكثير دون فائدة فإننا بذلك نخسر أسبوعاً من حياتنا. والمسلم أجدر بأن ينتبه لكلامه ويدقق فيه فكل كلمة يزنها في ميزان السماء فإما تدخله الجنة أو تزج به في النار والعياذ بالله. لذا نحن أحق بهذه الطاقة الكبيرة – الصمت- لاستغلاها في أمور حياتنا بما يحب الله ويرضى.
والصمت هو قيمة أخلاقية رفيعة يترفع فيها الإنسان عمن يرتكب الحماقات بكلامه فتجده يجرح هذا ويرعب ذاك. ينتصر لنفسه ويتكلم عن ذاته دون توقف أو يجادل بغير فائدة تُرجى وصدق المثل الفارسي الذي يقول:
أواه، أيها الصمت، إنك نعمة لا ثمن لها، أنت تخفي هفوات الحمقى وتهب الإلهام للحكماء ! “.
إن حياتنا التي نحياها اليوم يملأها الصخب والضجيج وأصبحت الأيام لا تختلف عن بعضها من الروتين بسب زحمة الأعمال والواجبات وإنشغال الإنسان بتحصيل رزقه من علم وعمل وأولاد ورغم ذلك لا نجده سعيداً ذلك لأنه لم يجد وقت للسكينة ولا تسكن النفس إلا بصمت يصحب فكرة جميلة عالية تعيد للروح حيويتها ونشاطها لذا لا بد من جلسة تأمل دون حركة ودون كلام : فقط أفكار تتحرك وعندما تهدأ يحدث السكون في المشاعر حينها تسكن الروح أيضاً ويعتلي الإنسان درجة فوق الأرض والدنيويات!