المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 28 - الدعاء


متفااائل
08-16-2012, 12:58 AM
تزكية النفس ( 28 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: الدعاء
والدعاء فيه تعلّق القلب بالله لمن دعاه بقلب حاضر ، فهو يشعر بحلاوة مناجاة حبيبه ومولاه
ولربما زاد في دعائه لمولاه وأطال ، لشعوره بحلاوة المناجاة وراحة القلب وأنسه وراحة جسده وهو شعور يغبط عليه من كان من أهله
ثم إنّ قضاء الحاجات كلّ الحاجات هي بيد من يملكها كلّها وهو الله جلّ وعلا ، فسؤاله الحاجات فخر لمن سأله ، إذ أنه هداه لذلك ليقرّبه إليه ويقضي له حاجته ، ولم يهد غيره من الناس ، فحقّ له أن يفتخر على غيره بسؤال حبيبه ومولاه الذي أدناه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
فهم عباده مهما بعدوا عنه ، ومهما شطح بهم الشيطان وأغواهم لكنهم في النهاية عباد لرب قريب منهم رحيم بهم يجيب دعوتهم ويقضي حاجتهم ويفرّج همهم ويكشف كربهم متى ما عادوا إليه ورجوه واستجابوا له فذلك خير لهم ( لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
وبقدر معرفتك بقدْر الله وجلاله وعظمته بقدر ما تتوجه إليه وتدعوه دعاء ثناء وشكر واعتراف بالنعم ، أو دعاء مسألة لحاجتك وما تريد قضاءها منه
ولذا كثرت الأدعية في القرآن بلفظ ( الرب ) الذي له الجلال والعظمة والهيبة فهو رب العالمين ومالكهم والمتصرف فيهم
وكثرت الأدعية في السنة النبوية مما يدل على شعور النبي صلى الله عليه وسلم بعظمة الله جلّ جلاله الذي ينبغي سؤاله والتوجه إليه دائماً
وإذا كان القلب حاضراً في الدعوات شعر بحلاوة لا توازيها حلاوة الدنيا بأسرها وزكت النفس وارتاحت وذلك هو مرادها ومبتغاها
وحلاوة المناجاة في الدعوات إنما يشعر بها من جاهد نفسه لحضور قلبه حين الدعاء مرّة وثانية وثالثة ...حتى يصبح الدعاء أمر لا يستغني عنه في حياته ، لأنه به يتذوق اللذة والمتعة في المناجاة لمولاه ، والله المستعان
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .