المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 27 - صحبة الصالحين


متفااائل
08-15-2012, 06:36 AM
تزكية النفس ( 27 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: صحبة الصالحين
فإنها دواء ، خاصة ممن صدقت صحبته ومحبته في الله ، فإنه إذا رآك على خير شجّعك ، وإن رأى منك قصور نبّهك
وقد أمر الله بذلك فقال {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } الكهف28
وهكذا فأنت مأمور بالصبر معهم وأنت في مجموعتهم ، فقد يصيبك شيء من الأذى منهم أو تصيبهم أنت بذلك فهذا كلّه وغيره لا يسوّغ لك ترك صحبتهم ، فيكفي أنّهم يدعون ربهم بالغداة والعشي وهم مخلصون في عبادتهم لله ، وما داموا كذلك فلا تفارقهم واصطلح معهم ،
وهكذا قد يصيبك في طريق الإستقامة شيء من البلاء ليختبرك الله إما باستهزاء المستهزئين أو تربّص المتربّصين أو حسد الحاسدين فوجودك مع هؤلاء الصالحين يخفف عليك مما يصيبك فاصبر معهم ، وهم سيصبّرونك على الطريق ويتحمّلون عنك شيء مما قد يصيبك ويشاركونك الهمّ ، بل وسيسعون ليخرجوك من المحنة التي أنت تمرّ بها فكن معهم ولا تفارقهم
، وكلما كان الصاحب أكثر صلاحاً واستقامة فينبغي الحرص على صحبته أكثر من غيره ، فاستدامة الصلاح وإخلاص النية حريّ بصحبة من اتصف بها ( يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
وهكذا الوجود مع هؤلاء تزكو به النفس وتسعد دنيا وأخرى
واعلم أنك إذا تركت الرفقة الصالحة وتجاوزتهم إلى غيرهم فجماع الأمر فيما فعلت أنك ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أياً كانت نيتك من مفارقتهم ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
وهناك من الأصحاب السيئين الحاضرين والقديمين ممن قد يدعوك إلى ما هم عليه من الغفلة والتقصير في الطاعة والجرأة على المعصية رويداً رويداً فقد تابعوا هواهم واتخذوه إلهاً لهم ومشرّعاً من دون الله فقد انفرط أمرهم فلا يبالون بمعاص الله إذا انتهكوها ، ولم يبالوا بطاعة الله إذا تركوها ، هؤلاء الأصحاب السيئين لا تطعهم ولا تستجب لهم فإن الله هو الذي أغفل قلوبهم وكانوا هم السبب في ذلك حين اتخذوا متابعة الهوى لهم قائداً في أمورهم فاحذر منهم
فالواجب على النفس التي تريد زكاتها ( صحبة الصالحين ) وملازمتهم والله المستعان
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .