المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 26 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


متفااائل
08-14-2012, 01:13 AM
تزكية النفس ( 26 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهو من تأدية الشكر لله الذي هداك لمعرفة المعروف وكنت من أهله ومن متبعيه بل ومقتنع به لأن الله جعله معروف ، وهو معروف براحته للقلب وسعادته
وهكذا هداك لمعرفة المنكر واجتنابه بل وتسأل الله العافية منه وتعوذ بالله منه ومن أن تكون من أهله فهو منكر لأن الله جعله منكر ، وهو مما ينكره القلب السليم ويعافه
فبجانب هذه النعمة لمعرفة المعروف والتزامه ، ومعرفة المنكر واجتنابه تأتي تأدية الشكر لها فتأمر بهذا المعروف وتدعوا إليه على علم وبصيرة ، وتنهى عن المنكر وتحذّر منه على علم وبصيرة
ثم إن هناك شعور آخر : وهو أنك تأمر بالمعروف الذي يحبه الله ويريده ويريد له التمكين فأنت تتقرب إلى الله بالأمر بما يحبه ربك ومولاك
وهكذا تنهى عن المنكر الذي يبغضه الله ويكرهه ويريد محقه وزواله ، فأنت تتقرب إلى الله بالنهي عما يكرهه الله ويأباه
قال الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ... }آل عمران110
وقال تعالى {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }هود117
وانظر يا رعاك الله إلى هذا المسلم الذي نقص عنده قدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يكون حاله وكيف يكون مصيره ؟!
فعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ . متفق عليه
فهذا خيره على نفسه ، لكنه لم يتمعّر وجهه إجلالاً لمولاه أن يعصى ، ولم يتمعّر وجهه من كثرة المعاصي ، ولم يتمعّر وجهه لضعف المعروف بين الناس فكان جزاؤه ما كان والله المستعان
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .