المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 21 - حفظ الفرج عما حرّم الله


متفااائل
08-09-2012, 05:55 PM
تزكية النفس ( 21 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: حفظ الفرج عمّا حرم الله
فإنّ النّفوس السليمة تنفر من الدناءات والممارسات البهيمية
وفيما جعل الله من الحلال ما يغني عن الحرام ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} سورة المؤمنون
وقد أباح الله التعدد لمن كان بحاجة إلى ذلك مع إقامة العدل وذلك حفظاً للفرج
ثم إنّ من حفظ الفرج سدّ المنافذ المحرّمة التي تؤجج الحرام ومن ذلك : غض البصر ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...) النور
وعدم السّماع المحرّم الذي يهيج الشهوة المحرّمة ويدعوا اليها ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ) رواه البخاري
وهكذا قطع الخطرات الشيطانية التي ترد على القلب وتدعوا إلى الرذيلة فهي من خطوات الشيطان ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6})
وإن مما يعين على حفظ الفرج عمّا حرّم الله هو : تذكّر عظمة الله وجلال الله وهيبة الله ومراقبة الله في السر والعلن وأنه الذي يرى ويراقب ويحاسب واليه المصير ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ . متفق عليه
وأنه ( لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ...) متفق عليه
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ ... ) متفق عليه
وأنّ العقوبة على الفعلة المحرّمة قد تكون عاجلة بمرض خبيث أو محق للبركة في العمر أو المال أو الزوجة والولد ،
وأما في القبر فهي معلومة فهم في تنور مليء بالنار عراة رجالاً ونساءً وهم الزناة والزواني ، والحديث في البخاري
والآخرة أشدّ عذاباً وأبقى ( ... وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} ) سورة الفرقان
وهكذا تزكوا النفس بالبعد عن التفكير في شهوة اللّواط المستقذرة وعن نكاح اليد
فالواجب على النفس التحلّي بحفظ الفرج عما حرّم الله
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .