المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 20 - قراءة القرآن بالتدبّر


متفااائل
08-08-2012, 02:52 PM
تزكية النفس ( 20 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: قراءة القرآن بالتدبّر
فالقرآن شفاء وعافية وأنس وسعادة
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ... }فصلت44
وأقلّ الأحوال أن يقرأ المسلم في يومه وليلته جزءاً من القرآن ، وهو ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فكان أوّل ما قال له ( اقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي شَهْر ) وهو ميزان وسط يستطيع عليه كلّ الناس ، فإذا فاته جزءه في يومه لعارض عرض له فليقضه من غدٍ ، فإذا انتهى الشهر يكون قد أكمل قراءة القرآن كاملاً
ولو جعل ذلك مع التأريخ لكان أرفق لحاله وأدوم ، فإذا كان الأول من الشهر قرأ الجزء الأول ، وإذا كان الثاني من الشهر قرأ الجزء الثاني ، وإذا كان العشرون قرأ الجزء العشرين وهكذا
وليس من الصحيح أن تغلبنا أشغالنا مهما كانت دنيوية أو خيرية عن كتاب ربّنا
وليس من الصحيح أيضاً أن نتلهى بالتقنيات الحديثة من مثل الشبكات العنكبوتية ( الانترنت ) أو المواقع أو الفيسبوك أو تويتر أو ... وتأخذ كثيراً من أوقاتنا على حساب قراءة كتاب ربّنا فذلك الخسار والله المستعان
وكلما كانت القراءة للقرآن بالتدبّر والتأمّل والتفكّر والإتّعاظ بكلام الله كلما كانت القراءة أحلى وأنفع وأبرد للقلب ، وقد تأتيه لحظة تدبّر قراءة فيشعر معها بحلاوة لا تعدلها حلاوة الدنيا بأسرها وبكل ما فيها {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23
خاصة إذا استشعر القارىء أن هدايته وتسخيره لقراءة القرآن إنما هي منّة من الله عليه وفضل وإحسان ، وقد هداه الله لذلك وحرم منه كثيراً من الناس
فالواجب على النفس أن تتحلّى بهذه الصفة وأن تداوم على قراءة القرآن تدبّراً وتأمّلاً والله المستعان
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .