المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 19 - دوام التوبة والإستغفار


متفااائل
08-08-2012, 12:46 AM
تزكية النفس ( 19 )
مما يجب أن تتحلّى به النفس: دوام التوبة والإستغفار
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} سورة نوح
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } هود52
فالإستغفار يصقل القلب ويصفّيه وينقّيه وينظّفه مما فيه من الذنوب والمعاصي التي هي نقاط سوداء في القلب ، فينشرح القلب ويرتاح ويأنس إلى الله وإلى خلقه
فإذا غفل العبد عن الإستغفار ووقع في الخطأ والمعصية تكوّنت نقاط سوداء خطيرة ، فإذا زاد زادت حتى تكون كالران الذي يهيمن على قلبه فلا يعرف حينئذ معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، حتى إذا أدركته عناية الله وعاد إلى التوبة والاستغفار عاد له صفاء القلب ونقائه
عن حُذَيْفَة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ». رواه مسلم
والحريص على سلامة قلبه : من اغتنم الفرصة السانحة لجلاء قلبه وصفائه وذلك بمداومة التوبة والاستغفار
الحذر الحذر :
وقد يقع العبد في معصية وظلمة لقلبه فيلوح له العلاج بالتوبة والاستغفار لكنه يتمادى فيما هو فيه ولا ينزجر ولا يرعوي ولا يتذكّر وباب التوبة والاستغفار مفتوح له ، حتى إذا علم الله منه إعراضاً ونفوراً حال بينه وبين التوبة والاستغفار ، فيهمّ ويعزم على جلاء قلبه وتنظيفه من أدران الذنوب والمعاصي فلا يستطيع ويحال بينه وبين قلبه والله المستعان
وقد كان هو السبب فيما حصل له من الحيلولة قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24
فالواجب على النفس حينئذ التحلّي بدوام التوبة والإستغفار حتى ينتفع بقلبه السليم يوم القيامة
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين