المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 16 - توحيد الله تعالى


متفااائل
08-04-2012, 04:33 PM
تزكية النفس ( 16 )
القسم الثاني : ما تتحلّى به النفس
مما يجب أن تتحلّى به النفس: توحيد الله تعالى
فعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
فالله جلّ جلاله هو الذي رفع السماء بقدرته ، وبسط الأرض بمشيئته ، وهو الحيّ القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو الذي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ،
الله عالم السرّ وأخفى ، وقيّوم السموات والأرض ، وهو الأول فليس قبله شيء ، والآخر فليس بعده شيء ، والظاهر فليس فوقه شيء ، والباطن فليس دونه شيء ،
الله الذي يعلم حوائج السائلين ، وضمائر الصامتين ، وأسرار صدور العالمين
وهو العليّ الكبير ، الوليّ الحميد ، العزيز المجيد ، المبدىء المعيد ، الفعّال لما يريد ، الحي القيوم ، القويّ المتين ، العظيم الجليل ، له الخلق والأمر ، وبيده النفع والضر ، له الحكم والتقدير ، والملك والتدبير ، ليس له في صفاته شبيه ولا نظير ، ولا له في إلهيته شريك ولا نظير ، ولا له في سلطانه ولي ولا نصير ،
الله مجيب الدعوات ، ومغيث اللهفات ، ومقيل العثرات ، أكبر من كلّ شيء ، وأعظم من كلّ شيء ، وأعزّ من كلّ شيء ، وأقدر من كلّ شيء ، وأعلم من كلّ شيء ، وأحكم من كلّ شيء ،
أحاط بصره بجميع المرئيات ، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، فالغيب عنده شهادة ، والسر عنده علانية ، يعلم السر وأخفى ،
الله يغفر الذنب ، ويفرّج الهم ، ويكشف الغم ، ويجبر الكسير ، ويغني الفقير ، ويعلّم الجاهل ، ويهدي الضال ، ويرشد الحيران ، ويغيث اللهفان ، ويفكّ العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العريان ، ويشفي المريض ، ويعافي المبتلى ، ويقبل التائب ، ويجزي المحسن ، وينصر المظلوم ، ويقصم الظالم ، ويقيل العثرات ، ويستر العورات . [ المصدر : كتاب : تعظيم الله : د / أحمد المزيد ]
وإذا كان الله جلّ جلاله بما ذكرنا ، وأعظم مما ذكرنا ، فهو الذي يستحق اللجأ إليه ، والفرار إليه ، وصرف جميع العبادة إليه
وإنّ من الأدب مع الله :
أنه إذا ابتلي العبد بمصيبة أن يرفع الشكوى إلى الله أولاً ، ويبث إليه النجوى ، فهو فارج الهمّ ، وكاشف الغمّ ،
وإذا ابتلي بنعمة أن يكون الشكر لله أولاً ، على نعمته وفضله وإحسانه .
فالواجب على المسلم أن يمتلئ قلبه بتعظيم الله ومحبته وإجلاله وتوحيده
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .