المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 8 - الحسد


متفااائل
07-27-2012, 06:25 PM
يوميات صائم - تزكية النفوس 8 - الحسد


تزكية النفس ( 8 )
مما يجب أن تتخلّى عنه النفس: الحسد
وهو : تمنّي زوال النعمة عن الغير ، وهو نار يحرق قلب صاحبه إن لم يطفئه بالبركة والمشيئة ، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه من الخير
قال الله تعالى { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } النساء54
وقد عاش الناس في زمن مضى قلّ الحسد فيما بينهم لقلة ما يدعوا إليه ، فقد كان حال الناس ومعاشهم متقارب ولا يوجد بينهم من هو غني مقتدر إلا القليل
أما وقد أفاض الله من نعمه على الناس وكثرت الأرزاق بأيديهم فقد انتشر الحسد ،
فترى البعض يحسد على المال والراتب ، والبعض يحسد على البيع والشراء ، والبعض يحسد على المراكب والسيارات ، والبعض يحسد على المساكن والعمارات ، والبعض يحسد على كثرة الأولاد ، والبعض يحسد على الصحة والعافية ، والبعض يحسد على المطعومات والمشروبات ، والبعض يحسد على الزرع والحرث ، والبعض يحسد على العلم ، والبعض يحسد على الشهادات ، والبعض يحسد على المكانة بين الناس ، والبعض يحسد على السمعة الطيبة ، والبعض يحسد على القلم السيّال ، والبعض يحسد على المكانة العلمية ، والبعض يحسد على المكانة الدعوية ، ...
وفي الحديث عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَى عَامِرُ بن رَبِيعَةَ سَهْلَ بن حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَلُبِطَ سَهْلُ بن حُنَيْفٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَقَالَ:"هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا؟"، قَالُوا: نَتَّهِمُ عَامِرَ بن رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرَ بن رَبِيعَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:"عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، أَلا بَرَّكْتَ؟، اغْتَسِلْ لَهُ"فَغَسَلَ لَهُ عَامِرٌ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهِ، فَرَاحَ سَهْلٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وفي الجانب المقابل فعلى عامّة المسلمين أن يتحصّنوا بالأذكار والأوراد الشرعية التي تمنع من وقوع حسد الحاسد عليهم كأذكار الصباح والمساء ، وأذكار ما بعد الصلوات ، وقراءة القرآن بالتدبّر لآياته
فالواجب على النفس أن تتخلّى عن هذه الصفة الذميمة ، وأن تحب الخير للمسلمين كما تحبه لها
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .