المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات صائم - تزكية النفوس 6 - السّماع المحرّم


متفااائل
07-25-2012, 04:21 PM
يوميات صائم - تزكية النفوس 6 - السّماع المحرّم


تزكية النفس ( 6 )
مما يجب أن تتخلّى عنه النفس: السّماع المحرّم
ونعني بذلك الغناء الذي هو رقية الزنا، ومُنبت النفاق في القلب، والصادّ عن التلذذ بقراءة القرآن الكريم .
قال الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ{6} وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{7}) لقمان 6 ، 7
معنى قول الله تعالى ( لَهْوَ الْحَدِيث ):
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: هو والله الغناء
وهو قول ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن نديمه و...
وقول الله تعالى ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً...) الآية السابقة:
أي هذا المقبل على اللهو والطرب إذا تليت عليه الآيات القرآنية ولّى عنها وأعرض عنها وأدبر وتصامم وما به من صمم كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها إذ لا انتفاع له بها ولا أرب له فيها ( فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم ) أي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته .
وقد جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: يا ابن عباس: ما تقول في الغناء أحلال هو أم حرام ؟ فقال له:
أرأيت الحق والباطل إذا جاء يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟
فقال الرجل : يكون مع الباطل
فقال له ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .
هذا في زمن ابن عباس رضي الله عنهما، فكيف يكون الحكم في الغناء الذي يصف مفاتن المرأة ومحاسنها ، ويتكلّم عن الحب والغرام بين العشيق ومعشوقته بألفاظ يندى لها الجبين دون حياء ولا خجل ، بل أصبحت الأغاني ليست مجرد سماع بل صوت وصورة ، ويصل هذا الإسفاف الفاضح إلى درجة تراقص الشباب مع الشابات في ميوعة وتخنث مع كلمات تافهة ماجنة ممجوجة
ولا شك أن هذا الغناء هو أشدّ تحريماً
ولو لم يكن في الغناء إلا قسوة القلب، والخواء الروحي، والوحشة التي يشعر بها - من يسمع الغناء - بينه وبين الله لكان ذلك كافياً في الحذر منه
وإن من حسن الظن بالمسلمين أنه لا يُتصور أن يكون هناك من يتمنى الموت وهو على الغناء والموسيقى والطرب ، ومن مات على شيء بعث عليه ، ولقي الله به ، فهذه سوء خاتمة يفرّ منها العاقل اللبيب .
فواجب على النفس أن تتخلى عن الغناء المحرم وأن تدعوا الله بحسن الخاتمة .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .