الملياردير
06-11-2007, 11:43 PM
مهارات التعامل مع الإختبارات الدراسية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على خير البشرية وقائد الأمة الوسطية ، أما بعد :
فإن من سنة الله سبحانه وتعالى أن جعل الدنيا مزرعة للآخرة ، وجعل الدنيا هي مكان الاختبار والامتحان للآخرة ، ففريق في الجنة وفريق في السعير .
ومن سنته في الدنيا أن جعل فيها اختبارات متنوعة يقيس العبد بها نفسه سواء اختبارات دنيوية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ، أو دراسية .... الخ .
والعبد مأمور بحسن العمل و اتقانه فقد قال –عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن
يتقنه ) .
ولعلنا في هذه الأيام ومع دخول موسم الاختبارات الدراسية النهائية للفصل الدراسي الثاني من هذا العام ، لنرى حرص الطلاب والطالبات على الاختبارات وعلى حسن الحصاد وعلى بذل الجد والاجتهاد ، وهذا أمر حسن يشكر عليه أبناؤنا الطلاب .
ولكن هناك وقفات مهمة لا بد من الوقوف معها في موضوع الاختبارات الدراسية ، منها :
1. أن يتذكر الطالب بهذه الاختبارات اختبارات الآخرة والتي هي الاختبار الحقيقي الذي ليس فيه مجال للغش وليس فيه دور ثاني وليس فيه شفاعات و لا واسطات ، وأن نجاحها نجاح لا رسوب فيه وأن رسوبها رسوب لا نجاح فيه ، وأن السعيد من عمل للإختبارات الأخروية .
2. أن يتوكل الطالب على الله حق التوكل ، ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ، وأن يعلم أن نجاحه أو رسوبه مكتوب ومقدر ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وأن الأمة كلها لو اجتمعت على نفعه لن ينفعوه إلا بشئ قد كتبه الله له وأن الأمة كلها لو اجتمعت على أن يضروه لن يضروه إلا بشئ قد كتبه الله عليه .
ولكن يجب ألا يغفل الطالب عن أن المذاكرة وسيلة وسبب للنجاح وأن المذاكرة والاهتمام جزء من التوكل على
الله ، فلا يكون الطالب متواكل فيترك المذاكرة ويقول : أنا متوكل على الله !! بل يكون متوكلاً حقاً ، متخذاً الأسباب.
3. حسن الثقة بالله ، لأن الله تعالى يقول على لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم - : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) ، وليعلم أن الذي خلقه رب عظيم لن يضيعه ولن ينساه ( وما كان ربك نسيا ) .
4. من الأخطاء الشائعة التي تقع بها الأسر حال الاختبارات ، هو إعلان حالة الطوارئ بالبيت والإنشغال بالإنذارات للأبناء ، وذلك بتهديد الأبناء بأن من سيرسب أو يحصّل درجات قليلة فسيناله العقاب الفلاني ، وهذا خطأ جسيم بل يجب إشاعة جو التفاؤل وأن هذه الإختبارات ليست إلا تحصيلاً لمستوى الطالب طوال الفصل ، وكذلك ترك الحرص الشديد الذي يدمر نفسيات الأبناء ويحطمها ويحسس الطالب بأن الاختبار أمر صعب ومستحيل نتيجة مايرى من تشديد عليه وتضييق الخناق بصورة مبالغ فيها ، ويحدثني أحد الأخوة –وهو أستاذ في قسم التربية وعلم النفس - أن شخصاً لديه ابن يدرس في الثانوية العامة وما إن بدأت الدراسة فقط وليست الاختبارات حتى وضع لافتةً على باب المنزل الخارجي كتب عليها :
( نرجو عدم الزيارة هذا العام لوجود طالب ثانوية عامة يدرس في هذا البيت ) فسبحان الله !!! .
5. يجب مساندة الطالب والقيام بخدمته سواء من أهله أو من أصدقائه ، وذلك بتلبية حوائجه ومساعدته معنوياً ومادياً ، وليتذكر أهل الطالب قول الرسول –عليه الصلاة والسلام - : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . ومن مساعدتهم أيضاً : الدعاء لهم بالنجاح والتوفيق ، خاصة من الوالدين ، لأن دعوتهما مستجابة –بإذن الله - ، وكذلك الصديق يدعوا لصديقه بظهر الغيب .
6. أن يكثر الطالب من دعاء الله ، خاصة في الأوقات التي يحتمل فيها الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، وبين الآذان والإقامة ، وآخر ساعة من يوم الجمعة ... الخ .
7. عدم الانشغال عن الطالب خاصة من الأب بأن ينشغل بالمباريات والاستراحات والسفريات وترك الأبناء دون حسيب أو رقيب ، وكذلك الأم التي تنشغل عن أولادها بالذهاب والإياب والخروج للأسواق ، ويحسن من الوالدين أن يقفوا جانب أبناءهم الطلاب وأن يسألوهم دائماً عن حالهم مع الاختبارات وأن يطمأنوهم إذا جاء من أحد الاختبارات متضايقاً بسبب أنه لم يحل الحل المطلوب ، وألا ينشغل باختبار قد انتهى .
8. عليك أخي الطالب أمور منها :
أ)- اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للمذاكرة دون إشغال نفسك بأمور لا يجب أن تتذكرها خلال الاختبارات من اللعب وغيره .
ب)- لا تبدأ بالمذاكرة إلا وذهنك فارغ ، وأن تكون مستعد للمذاكرة .
ت)- تجنب السهر لأنه منهك للعقل والتفكير قبل الجسم .
ث)- تجنب الحبوب المسهرة والمخدرات ، ولا يغرك قول الناعقين بأنها المفتاح للمذاكرة ، لأن ضررها أكبر من نفعها –إن كان بها نفع أصلاً- ، وتذكر أنه حتى وإن نفعت بالاختبار والمذاكرة فهي ستضر جسمك لاحقاً .
ج)- الذهاب قبل الامتحان بوقت كافٍ ، تحسباً لوقوع شيء أو أمر طارئ يتسبب في تأخيرك عن الامتحان –لا قدر الله -.
ح)- قول دعاء الخروج من المنزل وهو : ( بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ) لأن هذا الدعاء قال عنه الرسول –صلى الله عليه وسلم - : أنه يكفيك ويقيك ويتنحى الشيطان عنك ، كذلك قول : ( اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي ) .
خ)- عند استلامك ورقة الأسئلة ابدأ بذكر الله وقل الأدعية المشهورة والتي تعينك –بإذن الله – كقول : ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ) وقول : ( اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) ، وغير ذلك من الأدعية المعينة –بإذن الله - .
د)- اقرأ جميع الأسئلة قراءة متأنية ، وابدأ بحل السؤال الأسهل والذي تستطيع حله ، واترك الأسئلة الصعبة آخر الأسئلة التي تجيب عنها لكي لا يضيع الوقت عليك .
ذ)- ابتعد عن الغش وتذكر قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- : ( من غشنا فليس منا ) .
ر)- لا تنشغل بمن حولك من الطلاب أو المراقبين ، ولا تهتم إن رأيت زملائك قد انتهوا من حل الاختبار وسلموا الأوراق فلكل شخص سرعته و مهارته في حل الاختبار – علماً بأن الطالب الذي يسلم ورقته أولاً لن يحصل على درجات مساعدة لأنه سلم أولاً - .
ز)- لا تسلم الورقة إلا بعد أن تراجع حلولك ، وتتأكد من أنك قد أجبت على جميع الأسئلة .
س)- بعد خروجك من الاختبار ، إن كنت قد أديت تأدية حسنة فاحمد الله وتذكر فضل الله عليك ، وإن كنت قد قصرت في الاختبار فاعرف أخطاءك ثم تجنبها في الاختبار اللاحق .
اسأل الله أن يوفق أبناءنا الطلاب والطالبات لكل خير ، وأن يعز بهم الإسلام والمسلمين ، وأن يكونوا ذخراً لوطنهم.
كتبه :
يوسف بن عامر اللميع العنزي
الخميس 21/5/1428 هـ
ثانوية الشيخ عبدالعزيز بن باز
في مدينة عرعر –حرسها الله-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على خير البشرية وقائد الأمة الوسطية ، أما بعد :
فإن من سنة الله سبحانه وتعالى أن جعل الدنيا مزرعة للآخرة ، وجعل الدنيا هي مكان الاختبار والامتحان للآخرة ، ففريق في الجنة وفريق في السعير .
ومن سنته في الدنيا أن جعل فيها اختبارات متنوعة يقيس العبد بها نفسه سواء اختبارات دنيوية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ، أو دراسية .... الخ .
والعبد مأمور بحسن العمل و اتقانه فقد قال –عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن
يتقنه ) .
ولعلنا في هذه الأيام ومع دخول موسم الاختبارات الدراسية النهائية للفصل الدراسي الثاني من هذا العام ، لنرى حرص الطلاب والطالبات على الاختبارات وعلى حسن الحصاد وعلى بذل الجد والاجتهاد ، وهذا أمر حسن يشكر عليه أبناؤنا الطلاب .
ولكن هناك وقفات مهمة لا بد من الوقوف معها في موضوع الاختبارات الدراسية ، منها :
1. أن يتذكر الطالب بهذه الاختبارات اختبارات الآخرة والتي هي الاختبار الحقيقي الذي ليس فيه مجال للغش وليس فيه دور ثاني وليس فيه شفاعات و لا واسطات ، وأن نجاحها نجاح لا رسوب فيه وأن رسوبها رسوب لا نجاح فيه ، وأن السعيد من عمل للإختبارات الأخروية .
2. أن يتوكل الطالب على الله حق التوكل ، ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ، وأن يعلم أن نجاحه أو رسوبه مكتوب ومقدر ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وأن الأمة كلها لو اجتمعت على نفعه لن ينفعوه إلا بشئ قد كتبه الله له وأن الأمة كلها لو اجتمعت على أن يضروه لن يضروه إلا بشئ قد كتبه الله عليه .
ولكن يجب ألا يغفل الطالب عن أن المذاكرة وسيلة وسبب للنجاح وأن المذاكرة والاهتمام جزء من التوكل على
الله ، فلا يكون الطالب متواكل فيترك المذاكرة ويقول : أنا متوكل على الله !! بل يكون متوكلاً حقاً ، متخذاً الأسباب.
3. حسن الثقة بالله ، لأن الله تعالى يقول على لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم - : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) ، وليعلم أن الذي خلقه رب عظيم لن يضيعه ولن ينساه ( وما كان ربك نسيا ) .
4. من الأخطاء الشائعة التي تقع بها الأسر حال الاختبارات ، هو إعلان حالة الطوارئ بالبيت والإنشغال بالإنذارات للأبناء ، وذلك بتهديد الأبناء بأن من سيرسب أو يحصّل درجات قليلة فسيناله العقاب الفلاني ، وهذا خطأ جسيم بل يجب إشاعة جو التفاؤل وأن هذه الإختبارات ليست إلا تحصيلاً لمستوى الطالب طوال الفصل ، وكذلك ترك الحرص الشديد الذي يدمر نفسيات الأبناء ويحطمها ويحسس الطالب بأن الاختبار أمر صعب ومستحيل نتيجة مايرى من تشديد عليه وتضييق الخناق بصورة مبالغ فيها ، ويحدثني أحد الأخوة –وهو أستاذ في قسم التربية وعلم النفس - أن شخصاً لديه ابن يدرس في الثانوية العامة وما إن بدأت الدراسة فقط وليست الاختبارات حتى وضع لافتةً على باب المنزل الخارجي كتب عليها :
( نرجو عدم الزيارة هذا العام لوجود طالب ثانوية عامة يدرس في هذا البيت ) فسبحان الله !!! .
5. يجب مساندة الطالب والقيام بخدمته سواء من أهله أو من أصدقائه ، وذلك بتلبية حوائجه ومساعدته معنوياً ومادياً ، وليتذكر أهل الطالب قول الرسول –عليه الصلاة والسلام - : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . ومن مساعدتهم أيضاً : الدعاء لهم بالنجاح والتوفيق ، خاصة من الوالدين ، لأن دعوتهما مستجابة –بإذن الله - ، وكذلك الصديق يدعوا لصديقه بظهر الغيب .
6. أن يكثر الطالب من دعاء الله ، خاصة في الأوقات التي يحتمل فيها الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، وبين الآذان والإقامة ، وآخر ساعة من يوم الجمعة ... الخ .
7. عدم الانشغال عن الطالب خاصة من الأب بأن ينشغل بالمباريات والاستراحات والسفريات وترك الأبناء دون حسيب أو رقيب ، وكذلك الأم التي تنشغل عن أولادها بالذهاب والإياب والخروج للأسواق ، ويحسن من الوالدين أن يقفوا جانب أبناءهم الطلاب وأن يسألوهم دائماً عن حالهم مع الاختبارات وأن يطمأنوهم إذا جاء من أحد الاختبارات متضايقاً بسبب أنه لم يحل الحل المطلوب ، وألا ينشغل باختبار قد انتهى .
8. عليك أخي الطالب أمور منها :
أ)- اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للمذاكرة دون إشغال نفسك بأمور لا يجب أن تتذكرها خلال الاختبارات من اللعب وغيره .
ب)- لا تبدأ بالمذاكرة إلا وذهنك فارغ ، وأن تكون مستعد للمذاكرة .
ت)- تجنب السهر لأنه منهك للعقل والتفكير قبل الجسم .
ث)- تجنب الحبوب المسهرة والمخدرات ، ولا يغرك قول الناعقين بأنها المفتاح للمذاكرة ، لأن ضررها أكبر من نفعها –إن كان بها نفع أصلاً- ، وتذكر أنه حتى وإن نفعت بالاختبار والمذاكرة فهي ستضر جسمك لاحقاً .
ج)- الذهاب قبل الامتحان بوقت كافٍ ، تحسباً لوقوع شيء أو أمر طارئ يتسبب في تأخيرك عن الامتحان –لا قدر الله -.
ح)- قول دعاء الخروج من المنزل وهو : ( بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ) لأن هذا الدعاء قال عنه الرسول –صلى الله عليه وسلم - : أنه يكفيك ويقيك ويتنحى الشيطان عنك ، كذلك قول : ( اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي ) .
خ)- عند استلامك ورقة الأسئلة ابدأ بذكر الله وقل الأدعية المشهورة والتي تعينك –بإذن الله – كقول : ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ) وقول : ( اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) ، وغير ذلك من الأدعية المعينة –بإذن الله - .
د)- اقرأ جميع الأسئلة قراءة متأنية ، وابدأ بحل السؤال الأسهل والذي تستطيع حله ، واترك الأسئلة الصعبة آخر الأسئلة التي تجيب عنها لكي لا يضيع الوقت عليك .
ذ)- ابتعد عن الغش وتذكر قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- : ( من غشنا فليس منا ) .
ر)- لا تنشغل بمن حولك من الطلاب أو المراقبين ، ولا تهتم إن رأيت زملائك قد انتهوا من حل الاختبار وسلموا الأوراق فلكل شخص سرعته و مهارته في حل الاختبار – علماً بأن الطالب الذي يسلم ورقته أولاً لن يحصل على درجات مساعدة لأنه سلم أولاً - .
ز)- لا تسلم الورقة إلا بعد أن تراجع حلولك ، وتتأكد من أنك قد أجبت على جميع الأسئلة .
س)- بعد خروجك من الاختبار ، إن كنت قد أديت تأدية حسنة فاحمد الله وتذكر فضل الله عليك ، وإن كنت قد قصرت في الاختبار فاعرف أخطاءك ثم تجنبها في الاختبار اللاحق .
اسأل الله أن يوفق أبناءنا الطلاب والطالبات لكل خير ، وأن يعز بهم الإسلام والمسلمين ، وأن يكونوا ذخراً لوطنهم.
كتبه :
يوسف بن عامر اللميع العنزي
الخميس 21/5/1428 هـ
ثانوية الشيخ عبدالعزيز بن باز
في مدينة عرعر –حرسها الله-